محمد سالم بارمادة يكتب لـ(اليوم الثامن):
قرار حكيم من قيادة رشيدة
تعكس القرارات التي أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي, والمتعلقة بتعيين رئيس لمجلس الشورى، ونواب له، ونائب عاما، وأمين عاما لمجلس الوزراء، وسفير في الخارجية, قرارات حكيمة ومدروسة جاءت في وقتها, ولتواكب الرؤية الوطنية, خاصة بعد تشكيل حكومة (المناصفة) ووفقاً لاتفاق الرياض, ولعل قرار تعيين بن دغر رئيساً لمجلس الشورى هو قرار حكيم ومهم صدر عن قيادة واعية تراعي متطلبات الظروف الحالية .
لقد جاء قرار تعيين الدكتور احمد عبيد بن دغر رئيساً لمجلس الشورى منسجماً وملبياً لطموحات أبناء اليمن, فالرجل هو السياسي الصلب الذي لا يُكسر واللين الذي لا يُعصر في مواجهة التحديات المحدقة بأمن واستقرار البلد , ومن طِينة نادرة, ومن رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ, شخصية سياسية يمنية مُمُيزة كما يعرفُ الكل, فهو شخصية لا تُكل ولا تُمل في العمل الوطني, يعمل من أجل الوطن بصدق وإخلاص واجتهاد ومثابرة, حافظاً لمسئوليتهُ وأمانتهُ, ومسئولاً محنكاً كان على هرم رئاسة مجلس الوزراء في وقت سابق, وأحد أبرز السياسيين اليمنيين المخضرمين , ويكفيه فخراً وشهامةَََ انه لم يتخلَ عن الوطن في كل الأزمات التي تعاقبت على الوطن .
حقق الدكتور احمد عبيد بن دغر نجاحات شاهدة إقليمياً و قارياُ و دولياُ، بهر الجميع بتصرفاته عندما كان في جزيرة سقطرى,وتمكن من تحقيق نجاحات دبلوماسية لم يتوقعها أكثر المتفائلين، مخترقاً جميع الجدران متسلحاً بقوة منطقة وحججه الحاضرة, وبرهن في كل المنعطفات السياسية التي واجهها الوطن مهنيتهُ العالية وموضوعيتهُ و رقيهُ في التعاطي، ومسؤوليتهُ النابعة من تعدد المناهل و تراكُم الخبرات, وصحة كل الاستدلالات .
وقف الدكتور احمد عبيد بن دغر شوكة في حلق كل من أراد أن يقسم اليمن, وفي وجوه المتهافتين على الحصول على نصيب من بلد لم يروا فيه يوماً أكثر من سكين مغروس في قلب كعكة, كما ظل مُتمسكاً بشرعية الرئيس لليمن عبدربه منصور هادي ودافع عنها في كل الأوقات.
أخيرا أقول ... إن قرار الرئيس هادي هادي تعيين الدكتور بن دغر رئيساً لمجلس الشورى هو قرار حكيم من قيادة رشيدة، وخطوة في غاية الأهمية، وجاء تتويجاً لنجاحات ملموسة حققها الرجل على أرض الواقع، خلال فترة توليه منصب رئيس الوزراء, وهو أيضاً ثقة في مقدرته وكفاءته على تولي مثل هذا المنصب المهم في الدولة, والله من وراء القصد .