محمد سالم بارمادة يكتب لـ(اليوم الثامن):
المتآمرون على النجاح
النجاح غالباً ما يولد الأعداء ، ومن لا يستطع اللحاق بك لا يملك سوى طعنك من الخلف ، لكن الناجح هو من يؤمن دائماً بالمقولة الشهيرة «إذا جاءتك ضربة من خلفك ، فاعلم تماماً أنك في المقدمة» ، والعمل هو الرد البليغ على أعداء النجاح ، ولا أعتقد أن هناك شيئاً يؤلم الفاشلين أكثر من استمرارية نجاح الناجحين .
كلام عام ينطبق على الأفراد والشركات وحتى الدول ، فلكل شخص ناجح مئات المتآمرين والحاسدين الذين يؤلمهم نجاحه ، ووراء كل شركة قوية وثابتة ومتميزة مئات من الشركات المنافسة ، ليست دائماً تستخدم أساليب المنافسة المشروعة ، وهكذا الحال أيضاً على مستوى الدول .
هذا بالضبط ما دار في الذهن فور سماعي إن بعض المقربين من محافظ حضرموت بن ماضي ممن يدعون إنهم مُتعلمون مُثقفون وصفوة المجتمع , أو هكذا نحسبهم , يتآمرون بكل الطرق والوسائل بإقناعه بتغيير احد مدراء العموم الناجحين والذي يتحلى بأهم مهارات النجاح , واثبت وجوده وقدم لحضرموت انجازات في مجال عمله لم يتوقعها أكثر المتفائلين , ويشككون في الرجل ويزرعون الشُبهات حوله وينفثون كثيراً من السموم في مساراته , وهي تصرفات وأفعال يُسلكها أصحاب العلة والمرض النفسي كمحاوله منهم تعويض حالة النقص الداخلي بالنظر لما لدى الآخرين , وهذا حال المتآمرون دائماً ، لا يسعون إلى تطوير أنفسهم، بل يلجأون إلى أشنع الوسائل لتحطيم الناجحين ، على اعتبار أن سقوط الناجح نجاح لهم ، حتى وهم يعلمون علم اليقين أن المشكلة الرئيسة فيهم لا في الناجح .
لقد تناسى هؤلاء المتآمرون إن الرجل تحمل مسئولية هذا المكتب في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد والحساسية , إلا انه اثبت وجوده وكتب قصة نجاح طويلة وراؤها رؤية وفكر ومكان وزمان ، لم يحقق النجاح تلو الآخر من باب المصادفة، ولم يصل إلى ما وصل إليه مكتبه بسرعة وتسرع ، بل بخطوات مدروسة فيها كثير من الصعوبات والمشكلات ، وفي طريق مملوءة بالأعداء والحاقدين، والمتآمرين .
أيها المتآمرون .. من تتآمرون عليه قيادة مُمُيزة لا تُكل ولا تُمل في العمل , بشهادة البعيد قبل القريب , يعمل من أجل حضرموت خاصة واليمن عامة بصدق وإخلاص واجتهاد ومثابرة , حافظاً لمسئوليتهُ وأمانتهُ , ومسئولاً محنكاً على هرم مكتبة بساحل حضرموت , لم يتخلَ عن الوطن في كل الأزمات التي تعاقبت على الوطن , وبالرغم من السنوات العجاف التي واجهها مكتبه إلا انه تمكن من تحقيق نجاحات وانجازات , وبرهن مهنيتهُ العالية وموضوعيتهُ ورقيهُ في التعاطي ، ومسؤوليتهُ النابعة من تعدد المناهل و تراكُم الخبرات .
أخيراً أقول لمحافظ حضرموت بن ماضي ... أحذر المتآمرون إذا أردت إن تنجح في مهمتك , ولا تنسى أن أعداء النجاح لا يهاجمون إلا الإنسان الذي يمتلك مواصفات الناجح لهذا فهم دائما يشككون في إمكانياته ومهاراته , واعلم إن النجاح من أكثر الأشياء التي تغمر قلب الإنسان بالسعادة ، ومن خلاله يظهر صدق مجموعة من القيم والمشاعر والتصرفات ، وعبره تتوج الإنجازات والأعمال الإبداعية وترى النور في الواقع ، وتتجلى الحقيقة التي يسعى لمنع بروزها أصحاب الأجندات الشخصية المتآمرين الذين يحاربون الناجح ، ولا يقوون على تحمل رؤية غيرهم متفوقين ناجحين , مثلهم مثل من يحارب في معركة عقيمة لا تنتهي إذ لا طائل تحتها ولا أمل بكسبها ، والله من وراء القصد .