محمد سالم بارمادة يكتب لـ(اليوم الثامن):
ستظل القضية الفلسطينية عصية على التغييب والطمس والتدمير
في الوقت الذي يستبيح فيه الاحتلال وعصابات المستوطنين المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي بشكل يومي، وينتهج سياسة القتل والاعتقال وهدم البيوت وحصار قطاع غزة، وتقسيم الضفة والاستيلاء على أراضيها، يقول عيدروس الزبيدي رئيس ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي في مقابلة مع قناة روسيا اليوم إنه مؤيد للتطبيع مع إسرائيل, وإنه سيعترف بإسرائيل لو كان هناك دولة يديرها في جنوب اليمن مستقلة عن الجمهورية اليمنية.
كلام الزبيدي عن التطبيع مع إسرائيل إهانة في حقي كيمني أولا, وحضرمي جنوبي ثانيا, فنحن الغالبية الصامتة في حضرموت بجنوب اليمن ومن أجيال مختلفة وأطياف متنوعة نرفض رفضاً قاطعاً فصلنا عن قضيتنا المركزية؛ القضية الفلسطينية, ولا يحق للزبيدي ومن سار في فلكه أن يتحدث باسمنا, لان ذلك يعزز موقف الكيان الصهيوني في مواصلة انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني, وهي خطوط حمراء بالنسبة لنا, وهي دفع له وتحفيز كي يزيد في انتهاكه لحقوق الشعب الفلسطيني والالتفاف على هذه الحقوق التي تعتبر الأمة الإسلامية كلها معنية بها وبالدفاع عنها .
يتوهم عيدروس الزبيدي واقعًا سياسيًا لا وجود له ولن يكون له وجود أبداً، ولطالما كنا نرى أن فلسطين هي الواقع السياسي في هذا الإقليم الذي يظل، وسيبقى، الواقع الحقيقي الذي لا يمكن تجاوزه، والأهم الذي لا يقبل بغير الامتثال لمتطلبات حراكه نحو تطوره الأمثل في ازدهاره بالسلام العادل .
أخيراً أقول .. ليعلم عيدروس الزبيدي إنها القضية الفلسطينية التي تظل قضية العدل والسلام والحق والحرية، التي تظل عصية على التغييب والطمس والتدمير، بقوة صمود وتضحيات ونضالات أهلها، بقيادتهم الشرعية في منظمة التحرير الفلسطينية، ولطالما وهم يرفعون راية الحق، الذي لا يمكن أن يضيع، وهم يرددون ويؤكدون منذ النكبة وحتى اللحظة، ما ضاع حق وراءه مطالب، وهو الهتاف الذي سيبقى حتى انتصار قضيتهم، واسترداد كامل حقوقهم المشروعة, والله من وراء القصد .
حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوماً بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار ...