مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):
" خلايا ظل " حوثية داخل مؤسسات الدولة في عدن
يجب ألا يعتقد أحد أن المعركة مع الحوثيين في الجنوب قد انتهت وان المواجهة حُسمت عسكريا ، لأن نفوس هؤلاء مشبعة بالشر الذي لا يهدأ، واليوم هناك من يدعم ويتبنى هذه المليشيات في عدن على شكل خلايا ظل صغيرة تتقرب من الوظائف العليا ومن شاغليها وتتلاعب بالموظفين الفاسدين ،حتى تؤمن وتحصن تواجدها ، فهذه الجماعة لا يمكن أن تعمل إلا في داخل حواضن تحميها وتأويها وتوفر لها المناخ الآمن ، وهل كانوا لينجحوا في اقتحام صنعاء او البقاء في تعز لولا تلك الحواضن ؟ .
هذه الجماعة لازالت تحاول العودة الى الجنوب من خلال منظومة التغلغل الناعم لــ "خلايا ظل ، لذلك علينا نتحل بالشجاعة والحسم واليقظة وان نتعلم من دروس الماضي وأن نتذكر التاريخ الأسود لهذه الجماعة المتطرفة ، التي احترفت العمل السري واعادة إنتاج نفسها كل مره في كل مدينة وارض تخسرها عبر تحالفات سرية مشبوهه ، لتشكل بعد ذلك ما يشبه اللوبي أو العصابة داخل تلك المدينة و مؤسساتها ، وقد بدأت هذه اللوبيات تطل برأسها داخل عدن ومؤسساتها الحكومية وبصورة اصبح الكثير يخشى مكرها وشرها ، ويتقرب إليها الضعفاء واصحاب المصالح والباحثين عن المنافع ، اما من يعارضها او يخالفها في مؤسسات العمل فتمارس ضده أقصى درجات الحصار والحرمان و العزل وكأنها في معقلها " صنعاء " .
لا يخفي على احد ان افشال اتفاق الرياض عبر دق الاسفين بين المجلس الانتقالي والشرعية واسقاط الحكومة هو احدى الاهداف الرئيسية لهذه الجماعة ، التي اصبحت تتحرك في مؤسسات الدولة في عدن عبر تحالفات مذهبية انتقائية شطرية واضحة لا تكذبها العين المجردة ولا السلوكيات الجهوية في اشكال مجموعات مغلقة ، وكل يوم يمر على مؤسسات الدولة دون التحرك ضد هذا النشاط الخطر ، هو بمثابة تمكينها من رقابنا وامننا وفي نفس الوقت خسارة لمساحات واسعة من التأثير على ارضنا ، حتى السواد الأعظم الذي نراهن على وطنيتة إذا تُرك دون دعم وتحرك ، فإن المراهنة على صلابته وقوته مراهنة ضعيفة وغير مضمونة النتائج وخاطئة.
دائما ما كشفت التحقيقات الأولية مع المقبوض عليهم من خلايا الجماعة الحوثية، التي بينها نساء عن ارتباط هذه الخلايا بعدد من الأشخاص داخل المحافظات المحررة المستهدفة وعدن على رأسها ، التي تعرض مطارها مؤخراً الى عملية ارهابية كبيرة غادرة ، اشارت اصابع الاتهام في تلك العملية الاجرامية الى جماعة الحوثي بمشاركة اشخاص " قلة من المحبطين " من داخل عدن ، لازالت تراهن على الحصان الخاسر، وتقتات من الوهم عسى أن تدور الأيام إلى الخلف، لذلك يجب على الاجهزة الامنية في عدن الانتباه وعدم التساهل والتردد في حسم هذه المعركة الخفية الخطيرة.