د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

هل ستتغير قواعد الحرب في اليمن ؟!!

قال معهد "دراسات الأمن القومي الإسرائيلي" (INSS) حول مؤشرات نهاية الحرب المستمرة في اليمن منذ ست سنوات، أن هناك أربعة عوامل رئيسة قد تغير قواعد اللعبة في اليمن، من بينها تدخل تركيا.!!
وأوضح المعهد في التحليل الذي نشره مؤخرا على موقعه الإلكتروني أن العام الحالي قد يشهد " تغيرات معينة في اللعبة على المسرح اليمني يمكن أن تزيد من التوتر الإقليمي .
وأوضح "تشبه خطوط القتال الحالية تقريبًا سيطرة التحالف على ما كان جنوب اليمن قبل عام 1990 وسيطرة الحوثيين على ما كان شمال اليمن قبل عام 1990. وتجري غالبية القتال الدائر بين قوات التحالف والحوثيين في محافظة مأرب الغنية بالطاقة. وآخر موطئ قدم للتحالف في شمال اليمن".
وأكد أن الرياض غير مستعدة للانسحاب بسبب تكثيف هجمات الحوثيين على البنية التحتية السعودية بطائرات بدون طيار متطورة وصواريخ دقيقة قدمتها إيران. واعتبر المعهد التقدم الأخير حيث توافق المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية على تنفيذ اتفاق الرياض الثاني الموقع أواخر يوليو 2020،إلا أن التنفيذ لم يتم سوى في الجانب السياسي فيما يرفض الأخير تنفيذ الشق العسكري والأمني من الاتفاق والذي ينص على انسحاب قواته من عدن وأبين وتسليم مهمة الأمن لقوات حماية المنشآت وقوات الأمن الخاصة.
المعهد دلل في تحليله على عدم وجود مؤشرات لنهاية الحرب في اليمن، بإعادة ذكر ما نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية بخصوص تزويد إيران للحوثيين بطائرات بدون طيار متفجرة ذات أجنحة دلتا يبلغ مداها 2000-2200 كيلومتر، إلى جانب استمرار الحوثيين بالكشف عن أنظمة أسلحة جديدة قدمتها إيران ، وآخرها صاروخ قدس -2 الذي استخدم لضرب "منشأة أرامكو" في جدة ، وكذلك وصول سفير إيراني إلى الحوثيين في صنعاء وحوثي سفير في دمشق.وعن العوامل التي قد تغير قواعد اللعبة في اليمن، قال المعهد: إن أولى تلك العوامل تتمثل بالتكاليف الباهظة للصراع اليمني .
أما العامل الثاني، فيقول المعهد انه يتمثل بإمكانية مهاجمة الحوثيين على إسرائيل لزيادة شعبيتهم،
وأضاف المعهد آن العامل الثالث يكمن في انهيار اتفاق الرياض، وهذا سيؤدي إلى إعادة تشكيل سلسة لشبكة التحالفات والعداوات داخل اليمن.
ويرجح المعهد في العامل الرابع يتمثل باحتمالية تدخل تركيا في اليمن لتوسيع وجودها حول البحر الأحمر والقرن الأفريقي. وأشار إلى أن تدخل تركيا محتمل بعد تحقيق نجاح عسكري كبير لها من خلال الاستخدام الفعال للطائرات بدون طيار ، من ليبيا ، إلى سوريا ، إلى أذربيجان.
ومنذ ست سنوات تعيش اليمن حربا طاحنة تسببت بأسوأ أزمة إنسانية بالعالم وقتل خلالها أكثر من 233 ألف شخص بحسب احدث تقديرات للأمم المتحدة.
وختاما نقول للمتباكين على الأوضاع باليمن، الذي هو نتاج انقلاب الحوثيين الذين اختطفوا اليمن و أعدموا حتى حليفهم صالح، أن حرب اليمن هي التي أوقفت التمدد الإيراني، وليس العكس.
و لولا ست سنوات من كفاح اليمنيين المدعوم من تحالف أشقائهم العرب، لتحول اليمن إلى ولاية إيرانية خالصة وقاعدة انطلاق لفيالق جيش الولي الفقيه يطبق ليس على العراق والشام بل على المشرق العربي بمياهه وثرواته وبشره وحجره
فالحروب لا تولد إلا المآسي التي توثقها لغة الأرقام.. فلنرجع إليها لنعرف أن حرب اليمن التي فرضت على السعودية استخدام حقها في الدفاع عن نفسها، أن لا مقارنة بين الأوضاع الإنسانية في اليمن ومثيلاتها في سوريا وليبيا!!
والسعودية تدافع عن نفسها بيد لرد الصواريخ الحوثية وتقدم المعونات الاغاثية للشعب اليمني باليد الأخرى .
د. علوي عمر بن فريد