د. علي الخلاقي يكتب:
شرعية المصالح الخاصة ونقطة النهاية
الحقيقة ان شرعية هادي تخشى من طارق والعمالقة اكثر مما تخشاه من الحوثيين وهذا ما سيؤدي بالجميع الى حتفهم ويجعل الحوثيين يلتهمون كل منافسيهم واحدا تلو الآخر.
معركة داخل معركة وأهداف تختلف كليا عما قامت من أجله هذه الحرب، هذا ما افرزته الحرب بين اقطار الشرعية المتجزئة، تنظر الشرعية الى طارق الذي يعتبر شرعيا ايضا، كمنافس وعدو يعده التحالف لما بعد الحرب ليكون شريكا اساسيا في السلطة ممثلا لحزب المؤتمر له ما للشرعية من نصيب كعكة اتفاقية السلم النهائي او لنقل سيكون له نصيب الاسد على الجهة المقابلة مع الحوثيين والجنوبيين كما تشعر قيادة الشرعية انه يجري التخطيط لذلك في الوقت الحالي من الدول الراعية لهذه الحرب،، وهذا ما جعل اتفاق ستوكهولهم شكليا اتفاقا يخدم الحوثيين بينما في الواقع تنظر له الشرعية على انه اتفاق يخدمها بالمقام الأول كونها ستجمد حركة طارق وتمنع وصولة الى الحديدة التي لا تقل اهمية عن مأرب، ولا ننسى جميعا اليماني وزير خارجيتها انذاك حين صرح : اننا والحوثيين اخوة وما تلاه من مشاهد العناق والمحبة مع وفد الحوثيين.
ولازالت الشرعية للأسف تنظر إلى الشطر الفارغ من الكأس، وقد يكون خوفها على نصيبها حين تأتي لحظة السلم والاتفاق النهائي لهذه الحرب هو سبيل نهايتها ونهاية الجميع إلى الأبد لأن الخيارات التي امامها لعودة صنعاء أصبحت اقل مما كانت بالامس وقد تكون معدومة بالغد حين تذهب مأرب الى حيث اللاعودة، المشكلة الكبرى ان من يقود هذه الشرعية لازال يعمل بعقلية ال2015 من اصرار على ان يكون الجميع تحت سلطته وان لا شرعية معترف بها سواه حتى لو لم يكن يملك مساحة يسيطر بها على الأرض ومن هنا تتجرد لدينا عقلية الأنا والمصالح الخاصة بحيازة السلطة التي انتهت وفق القانون والدستور اليمني لولا وجود هذه الحرب التي احيتها من جديد وسلمتها مقادير البلاد.
وحدها الشرعية من صنعت لنفسها خصوما وهي تتلكئ بحسم نتائج الحرب حين كان الامر بيدها في مقتبل الحرب، اما الان فإن كانت النوايا صادقة فلا سبيل لها سوى القبول بأي طرف عدى الحوثي ولو كان على حساب سلطتها ومناصبها، لكي يتم انقاذ ما يمكن انقاذه سواء بتسليم شرق الجنوب للانتقالي ( شبوة وحضرموت وما تلاها) مؤقتا وتوحيد الصف نحو الحوثي كعدو اول او تسليم جبهة مأرب للعمالقة وطارق او كحل اخير إعلان بطلان اتفاقية ستوكهولهم للسماح لطارق والعمالقة للسيطرة على الحديدة اهم شريان يتغذى الحوثيين منه مالا وسلاحا.
من غير المقبول إطلاقا ان نلقي اللوم على القوات المتواجدة في الساحل الغربي، الجميع هناك وان اختلفت مشاريعهم مع الشرعية إلا انهم ضمنيا يعتبرون جزا اساسيا منها ومن اسباب قوتها ونصرها وقرارهم بيد الشرعية وحدها، واذا كان على الشرعية ان تلوم احدا على تجميد الجبهات هناك من باب سد الذرائع امام الناس لحاجة في نفسها فهي الملام الأول على ذلك وحدها لأنها من ابرمت اتفاق ستوكهولهم ومن جمد حركة تلك القوات.
والشيء الذي تناسته هذه الشرعية ان الحل في نهاية المطاف سيكتسب شرعيته من الأطراف التي على الأرض او التي فرضت واقعا لايمكن تجاوزه، وان تسلم الأمور لقوات اخرى ضمن الشرعية ومهما اختلف نهجها خيرا من ان يأكل الحوثيين الجمل بما حمل ويصبح الجميع لاشرعية لهم عدى شرعية الحوثي كسلطة حاكمة للبلاد دون منازع.
وبالتأكيد هذا ان سلمنا جدلا ان الحوثيين سيرضون بالتحاصص والتقاسم مع احد كون ادبياتهم القتالية وابعادها تسعى للسيطرة على كل شيء في اليمن ومافتح شهيتهم لذلك مساندة المجتمع الدولي لهم من تحت الطاولة وتضارب مكونات الشرعية او الأطراف التي تنتمي إليها عبر مشاريع حزبية مختلفة اودت بالبلد إلى الهاوية.