ندى سالم تكتب لـ(اليوم الثامن):

العاصمة الجنوبية عدن ... وجنون البسط العشوائي

اصبح البسط على الاراضي في محافظة عدن جنونياً وهستيرياً دمر جمال المحافظة بعشوائيته و فوضويته .

الابنية فيها عبارة عن تكتلات ملتصقة ببعضها دون ترك طرق للسيارات في حال حدوث حريق او مرض وهذا بالفعل ماحدث مرات ومرات ، حيث يشب الحريق الى ان يلتهم المنازل دون وصول سيارات الاطفاء وبالمثل المرضى ، فقد يضطروا الى حمل المريض بايديهم للخروج من تلك الممرات والازقة الطويلة و الضيقة التي لاتكاد تتسع الا لمرور شخص فقط .

لم يتوقف البسط فقط على المنشآت الحكومية وعلى رصيف الاسفلت و على بيوت الله و على التربية و التعليم وووو .

تطور الامر فاليوم نراهم قد بسطوا على المنطقة المحيطة بمحطة الكهرباء بخور مكسر والتي يمنع منعا باتا اقامة اي بناء فيها .

طبعا هذا ليس قانون صارم وضع للحد من البسط والعشوائية ، ولكن المنع هنا لان محطة الكهرباء تحوي مواد سامة و مسرطنة منبعثة منها .

والعجب العجاب ان الباسطين وجشعهم لالتهام الاراضي جعلهم غير آبهين بالخطر الذي يحدق بهم وبأسرهم والمهم والاهم عندهم هو البسط فقط .

قيل انه تم البسط حتى على الواح الطاقة التي تشغل اعمدة الانارة بتلك المنطقة المحظور البناء فيها تماما ، و اخذت كشافات الانارة والالواح الى المنازل ، بحجة كيف للشوارع ان تكون منيرة ومنازلنا مظلمة .

الباسطين على جل مساحة عدن قد جعلوا منها حضيرة لا حضارية ، تلك العاصمة التي كان جمالها يضاهي العواصم العربية المتقدمة و المتطورة ، اصبحت عدن اليوم على هيئة قرية شكلا و مضمونا .

متى ستشهد عدن تطورا وتقدما عمرانيا يناسب مكانتها كعاصمة لدولة سابقة وعاصمة اقتصادية وتجارية وعاصمة مؤقتة مؤخرا ؟!

ارجو ان ترى عدن النور وترجع لسابق عهدها جمالا و تنظيما وقانونا يحد من العبث فيها ، فقد تغنى بها البعض قبل ان تحل فيها فضوية العشوائية والبسط القوقائية حيث تغنئ بها الشعراء قبل ان تغدو اليوم في خبر كان بقولهم

جنة عدن ياجنة ....

ندى سالم