مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):

الرواتب وذوو الياقات البيضاء في اليمن

رجال الياقات البيضاء مصطلح يطلق على  الاشخاص من ذوي الطبقات الاجتماعية العليا  ، من لهم مكانة مرموقة في المجتمع ، كرجال الدولة و الاعمال وأصحاب النفوذ ، والذين يرتكبون الجرائم الغير عنيفة  لدوافع مالية ، مثل سرقة المال العام ،التهرب الضريبي مع بيع الممتلكات العامة ، وانشاء الجمعيات الاحتيالية ، واختلاس  اموال الآخرين ، حتى سرقة رواتب الموظفين والمتقاعدين .

ما اكثر جماعة الياقات البيضاء في اليمن  ، الذين اوصلوا البلاد الى اختفاء الثروة والسلطة و الرواتب  ، حتى  أن الاقتصاد اليمني بسببهم اصبح  يمر بظروف صعبة جدا، ويحتاج إلى جهود كبيرة لإنقاذه من الوضع المنهار ، لان الكثير من ذوي الياقات البيضاء اليمنية الأكثر نفوذاً وثراءً في  اليمن لا يتوقفون عن" شفط " أي  شيء يحمل  مردوداً اقتصادياً للبلاد ومن ثم يقومون بتحويلة الى حساباتهم الخاصة دون رحمة حتى وان كان   راتب الموظف  والمتقاعد    .

 على الرغم من أن الفقراء يشكلون نصيب الأسد من السجناء في اليمن ، إلا ان جرائم الأثرياء والأقوياء واصحاب النفوذ هي الاكثر خطورة ، ونتائجها المدمرة على الاقتصاد والناس أكبر بكثير من تلك ، التي يتعرض لها الفقراء او يقومون بها ، والاغرب ان جرائم الطبقات العليا في اليمن  لا تظهر  في أي سجالات رسمية او غير  رسمية ، والسبب هو عدم قدرة الحكومات اليمنية المتعاقبة في فرض سيادة القانون بالإضافة إلى عسكرة المجتمع ، وتنامي نفوذ الجهات غير الحكومية في المؤسسات العامة ، الذي خلق حالة دولة داخل دولة .

يا سادة الياقات البيضاء ، لم يبقَ امام اليمن ، إلا إعلان حالة  الافلاس ، الناس تعبت من حالة التخدير الجماعي عبرا لبيانات الإعلامية ، فالجميع في اليمن اصبح يدرك  ، ان الدولة تملك ايرادات متقاسمة بين الجهات المتنفذة  ، وحل مشكلة الرواتب  يحتاج إلى إرادة وطنية وليس الى بيانات و وعود كاذبة ، الرواتب تحتاج الى ورقة بيضاء يمنية للإصلاح الاقتصادي والمالي.

يا سادة الياقات البيضاء ، البلاد بحاجة الى خارطة طريق يمنية اقتصادية شاملة تهدف إلى إصلاح اوضاع الاقتصاد والناس ومعالجة التحديات الخطيرة التي تراكمت على مدى السنوات الماضية ، بسب الفساد و السياسات الخاطئة وسوء الادارة وغياب التخطيط بالإضافة إلى الاعتماد شبه الكلي على المساعدات والمنح والودائع كمصدر أساسي لإيرادات الدولة . اليمن بحاجة الى رجال دولة على غرار البعض القليل جدا الموجود الان في الحكومة ، وليس الى ياقات بيضاء