صالح علي باراس يكتب لـ(اليوم الثامن):

استقراء في ديْوَلَةْ أحمد صالح العيسي

قدّم رجل الاعما الشيخ احمد العيسي استقراءه بدون بروتوكولات، فلم يكن ضحية مطابخ اعلامية كما يروّج البعض ، فهو اذكى وادهى من ان يكون ضحية اما تخبّطه وتناقضه كما بدا للبعض فيمكن فهمه من خلال عدم استيعابه للعلاقة بين الحاكم والتاجر لكنه لم يلتفت لهذه العلاقة لتجربته مع حاكمه فيعلم ان انه اوهى من خيوط العنكبوت لذلك كان واثقا من نفسه ويكفي مجاملة للرئيس انه حاول تخفيف طموحه للرئاسة بالقول حسنا في هذه الحالة ، اذا حدث شيء لهادي....الخ

المقابلة أجرتها معه الصحفية سيليفا كاتوري ونشرها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية في موقعه الرسمي طرح رؤيته في الشرعية ومن الاجدر بوراثتها وفي التحالف والحوثي والمركز المالي الشمالي المقدّس وفي رئيس الوزراء ...الخ
وهو ذات الموقع الاخواني الذي احضر الصحفيين الاجانب لزيارة امارتي الاخوان في مارب وشبوة واشادوا بمهنيته ومصداقيته وتحريّه الحقيقة الموضوعية لا سواها وهو بالمقاييس الاخوانية لا ياتيه الباطل لا من يمينه ولا من شماله ومحال ان يتلاعب بمقابلة مع الشيخ احمد العيسي
 الشيخ في حواره وصراعه مع المركز الشمالي المالي المقدس قدّم نفسه جزء من اليمننة الوطنية ولم يكن يؤسس لمركز مالي جنوبي منافس حتى في اطار اليمننة يكون منافسا للمركز النقدس للراسمال اليمني ، فصراعاته مع البيوت التجارية اليمنية كصرعاتهم لتصفية منافسيهم في عقود سابقة ، صراعات مافوية كمجموعة بيت هائل واخوان ثابت والمقبلي وشركة شهاب وبنك الكريمي وبنك التضامن وتاجر القمح فاهم ...الخ فتلك البيوت في غالبها مركز جهوي مقدس للمال الشمالي كانت في زواج متعة مع المركز المقدس الجهوي العصبوي الزيدي شاركته الفساد المالي ودمّرت اية فرصة لنشوء راس مال وطني يسع كل الجغرافيا يقوم على منافسة السوق كسائر رؤوس الاموال الوطنية التي اسست تجارب مالية واستثمارية وصناعية مثلما كان المركز العصبوي المقدس يمنع ويدمّر اي فرصة للمواطنة الوطنية والسياسية وكلاهما اوصلا البلد الى هذه الحالة المزرية فلا احد يزايد بانهم راسمال وطني ولا الشيخ ايضا صاحب رؤية لراسمال جنوبي منافس فهو امتداد لمدرستهم مدرسة تجارة النفوذ والسلطة التي اتسمت بها اليمن الجمهوري وقد بنوا مثله نفوذهم عبر الاتكاء والشراكات مع فساد السلطة السياسية واطاحوا او أضعفوا بيوت تجارية جنوبية الجأتها التجربة الاشتراكية الى اليمن وكانت في قمة العمل التجاري فمورس ضدها صنوف المضايقات حتى صارت في الترتيب الثالث والرابع او اقل في منافسة السوق او اخذوا وكالاتهم وقلّصوا نشاطهم بسائر صنوف الابتزاز
 الرجل كشف "ان التعامل مع الحوثيين ليس ممنوعاً" ولم يحصر التعامل بل تركه مطلقاً وهذا يسقط عن الشرعية وتمكينها الاخواني اتهامها لخصومها سواء في الجنوب او في الشمال تهمة التخادم والتعامل التي تشهرها ووتتهم بها مخالفيها وتحاول تجنيد وتضليل مؤسسات التحالف ضد اعدائها جنوبا وشمالا بعدم جدية اعدائها في محاربة الحوثي ، فالشيخ لايعترف كتاجر سوق بل مدير مكتب الرئيس والمرشح الافر حظا بوراثته !! وهي رسالة يجب ان يقرأها التحالف ويعيد قراءتها وان التخادم مع الحوثي في قمة الشرعية فلا يبحثون عنه في اماكن اخرى
استقراء الشيخ يؤكد ثقته بفشل الحرب وان الحوثي الرقم الصعب القادم وحوله سيلتف مركز سياسي مقدس في صنعاء ومركز مقدس مالي!! لذلك كشف علاقته بالحوثيين مباشرة وان معاملاتهم افضل من معاملة الشرعية ومن معاملة التحالف وانهم اوفياء في اشارة ذم للتحالف بعدم الوفاء كالشرعية

‏العيسي قال انه الاجدر بالرئاسة وانه "مزيجٌ من سلطةعبد الله بن حسين الأحمر وشاهر عبد الحق وعلي عبد الله صالح" وعند ربط ذلك بانه يتعامل مع الحوثيين واشادته بوفائهم يؤكد ثقته بان نتيجة الحرب سيكون للحوثي الاقوى سيحدد من يكون رئيسا مستقبلا للنسخة الثانية من الشرعية وهو يضع نفسه مرشحا لتلك النسخة المستقبلية ففشل الحرب موت للنسخة الحالية من الشرعية سواء عاش الرئيس ام مات اما النسخة الثانية فستكون لتسويق رؤية الحوثي العقائدية والحوثيون يحتاجون غطاء جنوبيا ويا حبذا لو في وزن العيسي لتغطية مشروعهم العقائدي ويعلمون ان الشيخ الان يدير البلد فعليا وان الشرعية احد فروع تجارته ويملك من القدرات مايستطيع به اغلاق هذه الوكالة متى شاء!! وان لديه ملفات فساد ستغرقها وتقدمها قربانا يجعل العالم يوقف الحرب ويُرضِي بها الحوثي شريكا له ويؤسس على انقاضها مشروع ديْوَلته