كشف اسباب الاختلالات ووعد بإصلاحات..
نائب مدير مستشفى الجمهورية يعقب على مقالتي
على خلفية مقالي الذي نشر في عدد من المواقع والصحف والمجموعات والموسوم ب( الى مدير عام مستشفى الجمهورية مع التحية ) فقد تلقيت تعقيباً من الاستاذ الدكتور طارق مزيدة نائب رئيس مستشفى الجهورية التعليمي وقد كشف في تعقيبه الكثير من اسباب الاختلالات الحاصلة المؤدية للقصور ولعل في مقدمتها انعدام الاحساس بالمسؤولية من قبل المحسوبين على انبل واسمى مهنة سامية وتجردهم من الانسانية وللاسف ممن يفترض انهم القدوة الحسنة من اساتذة الجامعة الذين لا يجيد اكثرهم الا الوقوف على رأس المريض بكم هائل من تلاميذه دونما مراعاة لحالة المريض وليتهم يجيدون متابعة الحالة ويصفون العلاجات المناسبة وبالتالي يشاهد الطالب مراحل التحسن للحالة فيكبر معلمه في عينه اما ان يأتي الجميع كمتفرج وفي نفس اليوم او التالي تذهب الحالة للانعاش فهذا مؤسف حقاً.
د. طارق يبث حديثاً ذو شجون عن الدور السلبي لمنتسبي هذه المهنة ويودهم ان يتفانوا في عملهم ويتقوا الله في المرضى لا ان يكون همهم الاكبر وشغلهم الشاغل الاسترزاق والاستثمار والحرص على التواجد بالعيادات الخاصة بهم واهمال تأدية واجبهم بالمستشفى وعدم الحرص على تحليل لقمة عيشهم فهم يتقاضون رواتبهم دسمة لا تتناسب ومستوى الالتزام.
ومع كل ذلك نجد د
طارق يعد بإصلاحات مرتقبة في القريب العاجل
وهذا نص التعقيب :
الاستاذه الصحفيه القديره عفاف سالم
اشكرك على حرصك الشديد على صحة المرضى الوافدين لتلقي العنايه الطبيه بمستشفى الجمهوريه التعليمي. عدن
وكلامك كان وقعه قاسياً علينا بما تم سرده مقارنه بالدور الكبير الذي يقوم به المستشفى كصرح طبي شامخ عانى الكثير من التدمير والتهميش طيلة ثلاثة عقود ماضيه على الرغم من المبالغه في بعض جزئياته الا انه في معظمه قريب الى الواقع ولاننكر حدوث بعض القصور وجوانب الاهمال.
ونحن نعترف بحدوث تقصير حيث نحاول تصحيح كل ما نلحظه من قصور
واسمحي لي ان اشرح لك بعض جوانب الصعوبات التي نعانيها و المتمثلة في الآتي :
- اساتذه الهيئة التعليمية في كلية الطب معظمهم لا يتواجد في المستشفى الا فيما ندر من الايام على الرغم من تقاضيهم لمرتبات عاليه تتجاوز 250الف كحد ادنى.
وطبعاً اطباء الهيئة التعليمية لكلية الطب ليس عليهم حسيب او رقيب بل ويقولوا لنا نحن لا نتبع المستشفى ولكننا نتبع الجامعه.
2.منذ عام 94 لم يتم توظيف اي ممرض مؤهل وكل من تم توظيفهم منذ مابعد 94 جميعهم بدون شهادات تمريض ولكن نتيجة خدمتهم خلال حرب 94 تم توظيفهم
- كان لدينا اعتماد لبعثه طبية اجنبية من ممرضين واخصائيين ولكنها توقفت نتيجة الحرب ورفضت الخارجية الهندية الموافقة على ايفاد فريق من الممرضين الى عدن بحجة الاوضاع الامنية.
4.خروج 130 متقاعد من اطباء وممرضين مؤهلين وذوي الكفاءات ممن تم تأهيلهم قبل عام 90 ولم نستطع التوظيف بدلا عنهم نتيجة توقف اجراءات الخروج للمعاش من الهيئه على الرغم من قيامنا بدفع قسط 11مليون ريال لهيئه المعاشات والتأمينات فرع عدن.
5.غياب التعاون مع المستشفى من قبل المجلس اليمني للاختصاصات الطبيه فرع عدن باتخاذ عقوبات رادعه بحق الاطباء الدارسين المخلين بشروط الانضباط في التدريب في البورد العربي ومساق الماجستير والدبلوم في تخصصات الجراحه والباطنه والتخدير والمسالك
لذلك معظم الاطباء الدارسين يقتصر حظورهم على يوم واحد كل اسبوع وهو يوم النوبه فقط.
- وجود مايزيد عن 80 طبيب وممرض منقطع وتم تصفير رواتبهم
- خلال السنوات الماضيه انحرف دور المستشفى من مؤسسه طبيه تقدم خدمات طبيه للمرضى الى هيئه للرعايه الاجتماعيه حيث تم التعاقد مع الكثير بحجه الفقر والحاجه او الاعاقه كما تم توظيف الكثير من ذوي واقارب كثيير من الموظفين النافذين والمتنفذين في المستشفى
8.وجود جيش من الطاقم الاداري والخدماتي يفوق 475 موظف ومتعاقد مقابل 265 ممرض وطبيب وإن شاء الله بعد اشهر ستحدث نقله في الخدمات الطبيه التي يقدمها المستشفى حيث استطاعت ادارة المستشفى تحت قيادة أ.د احمد الجرباء خلال عام واحد فقط من انجاز الكثير وتصحيح الكثير من اوجه الخلل ومحاربة الفساد والقضاء على كثير من جوانبه ونحن نمضي وفق خطه مدروسه لاستعادة البنيه الاساسيه للمستشفى التي تم تدميرها خلال ال3عقود الماضيه، فما تم تدميره بعشرات السنين يستحيل بنائه بايام او اسابيع او شهور قليله واهم جوانب اعادة البناء هو اعادة بناء الانسان المتحلي بالقيم الانسانيه الرفيعه وقيم الاخلاص للوطن.
حيث تم انجاز الاتي
1.تم التعاقد مع عدد 22طبيب سيتم مباشرتهم للعمل في المستشفى بدايه اغسطس
منهم 10 اطباء لتغطية اقسام الجراحه 10لتغطية أقسام الباطنه و2 اطباء تخدير بما يكفل تجنب كثير من جوانب القصور في تقديم الخدمه.
2.الاهتمام واعادة ترتيب قسم العنايه الجراحيه ورفده بكوادر مؤهله من ذوي الخبره وحملة شهادات البكلاريوس و الدبلوم.
3.اعادة ترميم وتشغيل عيادة الاسنان التي تم تدميرها من قبل الايادي العابثه بالمستشفى.
4.افتتاح عيادة مستقله خاصه بالامراض الجلديه.
5.اعادة ترميم مستودع الادويه
6.اعادة تأهيل وترميم مغسله الملابس للمستشفى.
7.تم تركيب نظام كاميرات المراقبه داخل وخارج المستشفى.
8.تركيب تحويله الاتصالات الداخليه والخارجيه للمستشفى التي تم تدميرها منذ مايزيد عن 10سنوات.
- افتتاح وتشغيل الحوادث الخارجيه وتوفير كل الاجهزه الطبيه الازمه فيها للعمليات والتعقيم والاشعه والحوادث بعد اعادة ترميمها من قبل الهلال الاحمر الاماراتي.
- تشكيل لجنه لمراجعة المنقطعين عن العمل والمتقاعدين واتخاذ الاجراءات الاداريه والقانونيه بحقهم.
11.متابعة استكمال تثبيت المتعاقدين
- سيتم التعاقد مع عدد 40 ممرض من حاملي شهادات الدبلوم وا البكلاريوس لتقديم خدمه متميزه في جميع الاقسام وخصوصا اقسام العنايه والحوادث.
13.سيتم ادخال النظام الآلي في الشؤن الاداريه وشؤن الموظفين والحسابات والايرادات والمخازن والمستودعات خلال شهر من الان ان شاء الله.
14.بدأنا بمعركه اعادة بناء سور المستشفى الذي عانى من الكثير الاعتداءات عليه واصبح المستشفى بدون حرم وسور يحميه حيث قام الكثير من الجيران بعمل فتحات فيه وهناك من حاول البناء داخل حرم المستشفى.
- تم البدء بترميم قسم جراحة العظام نساء الذي دمره الفساد منذ عدة سنوات.
- عودة بعض الاطباء والفنيين والممرضين والموظفين المنقطعين عن العمل وايجاد المعالجات المناسبة لذلك.
- توفيرالمتطلبات الاساسية و الضرورية اللازمة لتسيير العمل ومنها الاجهزه والمعدات الطبيه حيث تم ترميم واصلاح الكثير من الاجهزة والمعدات الطبية المهمله
- البدء بدورتين لتأهيل الكادر التمريضي الاولي في مساق التمريض العملي والثانية في مجال التمريض المهني
- الانجاز المالي والاولي والايفاء بجميع الالتزامات المالية لجميع العاملين ،
- اعداد الخطة الاستراتيجية للاعوام2017-21
20.
- ادخال اجهزة ومعدات حديثة من شأنها ان تحدث نقلة نوعية كبيرة في المستشفى سواء في مجال التشخيص او العلاج خلال الفترة القادمة في مجال جراحة المسالك البولية و جراحة العيون .
كان هذا هو التعقيب الذي تلقيناه من الدكتور طارق مزيدة والذي سننشره في جزئين تيسيراً للقراء الكرام من جهة ومن جهة كنوع من التشويق والاثارة .
وها هوالجزء الاول منه قد وضعناه بين يدي القراء الكرام كما هو.
الجدير ان الجزء الثاني من التعقيب يتناول الطموحات والخطط واحصائيات لمرضى وكذا لاجمالي العمليات الجراحية التي تمت والمقال سيكون في متناول القراء الكرام قريباً ان شاء الله تعالى.
بقي أن نؤكد ان الكم لا يجدي نفعاً اذا كانت الكوادر التي سيتم تعزيز ورفد المستشفى بها غير محترمة للمهنية وفاقدة للجوانب الاخلاقية.
ولا يجدي افتتاح المزيد من الاقسام والوعود بإصلاحات إن لم يتم التحقق من مدى كفاءة المنتسب والتزامه اكان طبيباً او كادراً تمريضياً .
وكذا تطرق د. طارق لاعداد هائلة تتوافد على المستشفى طلباً للعلاج لكنه لا يعلم ان ثلاثة ارباع المرضى عادت بخفي حنين لعنجهية الاطباء ولو انه عمل جولة للعيادات الخارجية او كلف احداً اميناً لينقل له الصورة الحقة لصدم فالحرص على تقييد العدد بالسندات اهم عندهم من تقديم العلاجات .
الدكتور طارق ربما لا يعلم هو والمدير العام انه احياناً يتم توقيف التسجيل في وقت مبكر بحجة كثرة المرضى وتذمر الاطباء.
وبالنسبة للعمليات الجراحية بلا شك انها جهود جبارة من خلال الارقام التي قرأناها ولكن الاستاذ لم يشر الى الحالات التي انتكست ونسبة الوفيات جراء اهمال الاطباء وتقاعسهم ولا ندري كيف يطيب لأحدهم وضع رأسه على وسادته ويغط في نومه في حين أن مريضه يتألم او قد انتكست حالته وغدا في الانعاش تاركاً الامر لمناوب قد لا يأتي البتة ولممرضات يقلقن على انفسهن بابهن ان لم يغادرن المكان اصلاً عقب التحضير الروتيني.
اننا نتوسم في المدير الخير وفي الدكتور مزيدة ونطالبهم بمضاعفة الجهود وتفعيل الرقابة وتعزيز جولاتهم بالسماع للحالات التي ترقد ومعاناتها وليس الاكتفاء بالمرور الذي ينظر اليه المنتسبون بأنه تحصيل حاصل ولا يعيرونه ادنى اهتمام.
بقي ان نقول انه كما أن للفساد أذرع أخطبوط فليكن للمصداقية أذرع أخرى مقابلة للحد منه ومقاومته بكفاءات ونزاهات تخاف الله وتتقيه وتعمل لغدها ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .
املنا ان نكون قد اوصلنا الرسالة للمعنيين بكل شفافية بحيث تكون المقالات القادمة وقد شهد المستشفى نوعاً من التعافي المأمول.
فللحديث بقية ان شاء الله تعالى.
في الأخير التحية للقراء الكرام والصلاة والسلام على سيد الانام وبدرها التمام.
عفاف سالم