مسعود أحمد زين يكتب لـ(اليوم الثامن):

خفايا واسرار محاولة الانقلاب في الأردن

نذ اشهر خلت، تعمل مصر على نار هادئة مع الاردن والعراق لبناء تكتل اقتصادي للدول الثلاث، ولبنان وسوريا مرشحتان في المستقل للانظمام لهذا الفضاء الاقليمي الاقتصادي.
1) اطلق على ذلك المشروع اسم المشرق الجديد او الشام الجديد، وعقد اول لقاء قمة بين الدول الثلاث قبل اشهر في العاصمة الاردنية عمان.
2) تبع ذلك زيارات رفيعة المستوى من العراق والاردن للقاهرة ووقعت خلالها العراق اتفاقات عسكرية مع مصر لغرض التدريب والمشاركة في تأهيل الجيش العراقي..
3) وقبل شهر زار رئيس الحكومة المصري بغداد وتم توقيع 15 اتفاقية اقتصادية مع نظيره العراقي تقوم بموجبها مصر بالمشاركة في إعادة اعمار البنية التحتية للعراق، مقابل ضخ العراق للنفط الي مصر.
4) وصلت التفاهمات مستوى الاتفاق لتفعيل مشروع ضخ النفط العراقي الي مصر عبر أنبوب مرورا بالأردن لتغطية السوق المصري، وربما استخدام مصر مستقبلا منصة قريبة لتسويق النفط العراقي لدول حوض المتوسط والسوق الأوروبي.
5) هذا التكتل الاقتصادي اذا كتب له النجاح سوف يربط المصالح الاقتصادية للدول الاعضاء، وسيكون من البديهي ان يتوفر له غطاء من التفاهمات السياسية وتنسيق المواقف بينهم مما سوف يشكل وضع عربي اقليمي جديد في منطقة الشام الكبير ومصر والعراق وستكون مصر فيه قاطرة الوضع الاقليمي الجديد.
6) ما مناسبة ذكر كل تلك الحيثيات؟
الإجابة كالآتي :
أ) في سياق لعبة التنافس الاقليمي بالمنطقة يمثل نجاح مثل هذا التكتل عمل غير مرحب به من اطراف اقليمية منافسة على نفس المنطقة، عربية وغير عربية ، وربما هذا الأمر يربك كذلك سيناريوهات بعض الدول الكبرى بالنسبة لمنطقة (الشرق الأوسط الكبير) ...
وعليه لا غرابة اذا تعرض هذا المشروع لاي إعاقة مباشرة او غير مباشرة من المنافسين.
ب) كان من المقرر ان يعقد لقاء قمة بين الدول الثلاث الاسبوع الماضي في بغداد ( الاردن والعراق ومصر) فتصادف ذلك مع احداث مربكة حصلت في مصر من خلال تعطيل الملاحة العالمية بقناة السويس ولايستبعد فيها سبب ( الخطاء) البشري ، وفي نفس الوقت حادث تصادم القطارات في صعيد مصر وسقوط ضحايا كثر، اشارت التحقيقات الأولية بوجود عملية تعطيل متعمد لاحد القطارين مما اوقفه في مسار السكة الحديد دون علم القطار اللاحق به فحصلت الكارثة..
هذا الارباك المصري وانشغال قيادة البلد بمتابعة تطوراته ادى الي تأجيل قمة بغداد اسبوعا لتعقد هذا الأسبوع.
لكن الليلة المستجدات الامنية في الأردن واعتقال قيادات سابقة كبيرة بالدولة تقول بعض المصادر انه عملية اخماد لمشروع انقلاب على الملك،
هذا الارباك الأردني المستجد، اعتقد انه لن يساعد على عقد قمة بغداد في وقتها مرة ثانية.
#ممسعوداحمد_زين