مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):
إسرائيل و ايران: حرب سفن قرب اليمن
جميع المناطق المتاخمة للبحار أو الممرات المائية الصالحة للملاحة ، التي تسير فيها الأنشطة البحرية المتعلقة بالبنية التحتية للأشخاص والبضائع والسفن ووسائل النقل الأخرى في المجال البحري معرضة للعديد من التهديدات البحرية والإرهاب والقرصنة ، لذا فأن التركيز على استراتيجية الأمن البحري يجب ان يكون اولوية بالنسبة لليمن للتكيف مع تطور وتغيير الأمن العالمي ، ولا ينبغي نسيان البعد الجيوستراتيجي لحرية وأمن الاتصالات البحرية والمقصود به ، حرية الملاحة من ناحية التطور الحر للنشاط التجاري و الازدهار الاقتصادي والاجتماعي .
أن العمليات الحربية و القرصنة البحرية وتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر جعلت بعض الدول في السابق تخرج بدعاوى تدويل منطقة خليج عدن ، الامر الذي تنبهت له دول المنطقة وقامت بتشكيل تحالف «دول البحر الأحمر وخليج عدن» الذي ضم سبعة دول " السعودية، مصر، الأردن، اليمن، السودان، جيبوتي، الصومال " ، التحالف الجديد كان بمثابة رسالة على ان الدول المطلة على البحر الاحمر لديها لقدرة على حماية سواحلها، وتأمين القنوات البحرية الحيوية، وضمان سلامة الملاحة البحرية فيها .
منطقة البحر الأحمر وبحر العرب تشهد انتشارا واسعا لتهريب الأسلحة والمخدرات والقرصنة البحرية ، فضلا عن نشر مئات الألغام البحرية في البحر الأحمر من قبل الجماعات الحوثية ، لكن هناك خطر جديد بدأ يظهر على سطح مياه البحر الاحمر وبحر العرب ولا يبشر بخير وهو حرب تفجير السفن التجارية بين ايران واسرائيل ، حيث اطلقت ايران الشهر الماضي صاروخا على سفينة حاويات مملوكة لإسرائيل في بحر العرب "لوري" كانت تبحر متجهة من تنزانيا إلى الهند ، قالت الحكومة الاسرائيلية حينها أن "إسرائيل تعتقد أن هذا هجوم متعمد من جانب إيران" وامتنع مسؤولون إسرائيليون وقتها حتى عن التعليق على الحادث ، لكن هجوم الامس على السفينة الايرانية في البحر الاحمر، على ما يبدوا هو رد اسرائيلي على ذلك الهجوم الايراني في بحر العرب ، وهذا بمثابة مؤشر على أن المواجهة بين إيران وإسرائيل في البحر الاحمر والعرب و قبالة البحار اليمنية تتصاعد بشكل خطير .
ضربت إسرائيل ما لا يقل عن 12 سفينة ، معظمها كانت تنقل النفط الإيراني في انتهاك للعقوبات الدولية ، باستخدام الألغام وأسلحة أخرى واغلب الضربات الإسرائيلية كانت في البحر الأحمر ،بالقرب من تحالف «دول البحر الأحمر وخليج عدن» ، الذي بالإضافة لمهامه الاقتصادية والتنموية والبيئية والتجارية والاستثمارية ، هناك ايضا جوانب جوهرية مهمة أمنية وعسكرية ، التي لم نراها حتى الان ، ولم نرى أي موقف او تصريح بشأن حرب السفن التجارية بين اسرائيل وايران على مياه البحر الاحمر ، اما اليمن التي تقع اكثر عمليات التفجيرات على مقربه من بحارها لازالت مثل ابو الهول صامته وكـأن الصراع بين ايران واسرائيل يجري ليس بالقرب من منافذها وخطوط الملاحة البحرية التابعة لها ، بل في مياه المحيط الهادئ .