رمضان وحديث الذكريات (3)

مواسم إنتاج العسل

  

واستكمالا لما سبق في الحلقة الثانية  عن العسل وأنواعه ومواسمه  وفوائده فهي كما يلي :

1- الموسم الأول :

هذا الموسم هو الأكثر أهمية ويبدأ من شهر أيلول – سبتمبر وينتهي في نهاية شهر نوفمبر تشرين الثاني – من كل عام بحسب المناطق التي ينتج فيها عسل السدر ، إذ أن الموسم عادة ما يكون مبكراً في المناطق الجبلية والذي يكون من ( بداية شهر سبتمبر – وينتهي في منتصف شهر أكتوبر )  أما عسل السدر المتأخر دائما ما  يكون من منتصف شهر أكتوبر – نهاية شهر نوفمبر في المناطق المنخفضة مثل حضرموت وشبوة .

2. الموسم الثاني :

هذا الموسم تأتي أهميته في أنه يتم إنتاج العسل من  الدرجة الثانية  بعد عسل السدر، وفيه ينتج عسل السمر والسلم ويكون إنتاجه خلال شهر فبراير و مارس . ويتركز إنتاجه في المناطق المنخفضة في وديان حضرموت .

الموسم الثالث :

وفي هذا الموسم يتم إنتاج عسل المراعي ويبدأ من نهاية شهر مايو وينتهي في يوليو أغسطس ، وهذا النوع من العسل هو الأقل جودة  .

أهم المحافظات المنتجة للعسل

من أهم المحافظات  المنتجة لعسل السدر حضرموت وشبوة ، حيث إن وادي حضرموت يعتبر من أكبر وديان الجزيرة العربية على الإطلاق حيث تبلغ مساحته (20400) كم ويبلغ طوله ( 480 ) كم، وهذا الوادي يجري من الغرب إلى الشرق ثم يتجه في زاوية حادة إلى الجنوب مشكلا واديا آخر باسم وادي المسيلة، وتعتبر أودية عمد ووادي عدم ووادي دوعن ووادي العين ووادي بن علي ووادي رخية من الروافد الجنوبية لوادي حضرموت التي يتركز فيها تربية النحل.

و يبدأ دبس العسل البغيه وهو من أجود أنواع العسل وينتج الجبح الواحد تنكة من العسل  أي ما يعادل 60 رطلا إنجليزيا هذا إذا كانت الجبوح من النوع القديم الكبير الحجم أما إذا كانت من الخلايا الصغيرة والحديثة فيكون إنتاج الخلية حوالي 10 كيلو فقط  ، ويمكن تخزين العسل مدة عشرين عاما دون أن يتلف !

 (للمزيد من المعلومات أنظر كتاب :

(كبف تصبح نحالا ؟تربية النحل للمبتدئين – د. محمد سعيد خنبش و م . محمد حسن المداني – جامعة حضرموت )

وإذا صادف موعد دبس العسل  شهر رمضان يقوم جدي بتوزيع أجزاء صغيرة من أقراص  العسل علينا جميعا كبارا وصغارا  في أمسيات رمضان  ويوضع في أواني صغيرة ونأكله نحن الصغار  في جو من السعادة والمرح !!

وكان الناس في تلك الأيام  يتركون النحل يجني أزهار العلوب ومن  الأشجار البرية دون تدخل منهم  كما يفعل البعض من النحالين اليوم عندما  يضعون له الماء المخلوط بالسكر وهذا غش علني ، وعند  دخول السيارات والمكائن الزراعية التي تعمل بالبنزين والديزل بدأ النحل يهرب من البيوت التي تقع  بالقرب من تلوث البيئة بتلك المواد .. وإلى اللقاء في الحلقة الرابعة  غدآ .

د. علوي عمر بن فريد