علي ثابت القضيبي يكتب لـ(اليوم الثامن):

هل ثَمّة بؤسٍ كهذا ؟!

هذا كتبته أول أمس المساء وأرسلته للغراء ( الأيام ) ، وكان العدد قد جرى إخراجه وإعداده للنشر ، وتكرموا بنشره صباح هذا اليوم الخميس ، والماء وصل المنطقة فعلا اليوم ، ونتمنى أن لاتتكرر هذه الإنقطاعات الطويلة التي أثرت على كل الناس فعلا والله ..

 أتفَهّمُ جيداً حجم الضغوط على أخونا محافظ عدن في مجال الخدمات ، ومُعظمها من قبل الحكومة ، والغاية سياسيّة ! ومؤسفٌ أن تصل الأخلاق الى هذا المستوى من الإنحطاط ، ولكن .... ، فهذه الضغوط تعبث بقسوةٍ في الكهرباء والمياه و ... و ... ولقمة عيش المواطن ، والأخيرة أطبقت بأثارها السوداء على كل الناس ، وليس من قبيل الإفتراء أن نقول أنّ شريحةً كبيرة من الناس دخلوا شريحة المتسولين اليوم !

 ما يجري في عدن اليوم هو الجحيمُ بِعينهِ ، فالحياة أصبحت لاتُطاق فعلا ، ونحن في الشهر الفضيل ، والبؤسُ يُطبقُ بكٱبتهِ على كل الوجوه ، والسّخط والتذمر هو التّعبير الأعمّ الذي يرسم بصماته على الكل ، وهذا تعايشهُ في كل مكان !

 مثلاً : ماذا يعني إنعدام المياه نهائياً عن مديرية بالكامل ولأيامٍ ؟! أتحدثُ هنا عن مديريتي البريقه بعدن ، نعم ماذا يعني عدم وجود قطرة ماء نهائيا ولأكثر من أسبوع في منزل ؟! والدنيا رمضان ، ولنفترض أن ربّ هذا المنزل لايحتكم على فلسٍ واحد لشراء مياهٍ من أي جهة أخرى ؟! وهذا واقعيٌ بالنسبة للغالب الأعم من أهالي البريقه وغيرها .

 إذاً لنتخيّل شكل حياة الناس في هذه الحال ؟! وكيف يغتسلون ويغسلون ملابسهم ؟ وكيف يطبخون طعامهم ؟ وكيف يغسلون مواعينهم ؟ وكيف ؟ وكيف ؟

 للصبر حدودٌ ولاشك ، وهذا يدركهُ الكل ، وأتمنى هنا أن يحتكم أخونا المحافظ لشيئٍ من الشجاعة - وهو لايفتقدها طبعاً كما نعرفهُ - ويُكاشف الناس لماذا كلٌ البريقه بدون مياهٍ لأيام ، أو هل لم يبلغه أحد مطلقاً بأنّ كل مديرية البريقه لأيامٍ بدون مياه ، أو هل ثمة من يعبث بهذا الأمر ؟ أو هل ثمة نواقص وإحتياجات لم يستطيعوا توفيرها لتلبية إحتياجات الناس من المياه الحيوية للحياة أو ... أو ... ، فهذا وضعٌ كارثي حقاً .

 أتمنى أن تصل رسالتي هذه لأخونا المحافظ ، وايضاً لولدنا مدير عام مديرية البريقه المكلّف مؤخراً ( فهمان عطيري ) ، وكذلك للمعنيين بالمياه في ( محافظتنا البائسة ) ، ومؤسف أن أقول البائسة عدن ، ولكن هذا هو الواقعي اليوم ، وأثقُ أن الكل يتفق معي في هذا ، أليس كذلك ؟!