د. علي الخلاقي يكتب:

عن مجلس يافع الاهلي

أعلن أنه لا صلة لي في عضوية ما يُسمى (مجلس يافع الأهلي) الذي أُعلن عنه مؤخراً، حيث فوجئت بورود اسمي ضمن قائمة أعضائه دون علمٍ مُسبق ، واستغربت أن يرد اسمي دون أي تواصل معي لأخذ رأيي الشخصي ومعرفة موافقتي من عدمها، وهو أمر لا يحدث حتى في جروبات (الواتس أب) التي يأخذ القائمون عليها رأي وموافقة من يريدون انضمامه.

وإذا كان بيان إشهار المجلس يقول بالنص إنه:”بعد أن مضت فترات ليست بالقليلة من التشاور والتمحيص والمراوحة لإيجاد أداة مناسبة، ووضع الأسس والأهداف لمنظومة مجتمعية مكونة من مختلف شرائح المجتمع اليافعي إيمانا منا بضرورة مشاركة الجمع الراشد في تحمل المسئولية الإيجابية تجاه يافع وأبنائها، والعمل تحت مظلة وإطار القبيلة الاجتماعي”..

فإنني أتساءل: إذا كنت ممن ورد اسمه ضمن القائمة فمتى تم إشراكي في (التشاور والتمحيص)؟!. وأعرف كثيرين مثلي، ممن تواصل معي بعضهم ، قالوا أنهم فوجئوا بورود أسمائهم دون إخطارهم أو التشاور معهم مسبقاً.. وما زالت قوائم الأعضاء تُعلن بالتقسيط المريح دون معرفة كثيرين منهم.. وهذه لوحدها بداية غير موفقة ومؤشر على الفشل.

لا أعرف ما هي الأهداف التي يتوخاها القائمون على ما يُسمى (مجلس يافع الأهلي)، الذي ورد في بيان إعلانه أنه (ليس له أي توجه سياسي محدد)، وهذا يعني أن أهدافه غير واضحة ويشوبها الغموض، خاصة في ضبابية موقفه إزاء قضية شعبنا الجنوبي ونضاله من أجل استعادة دولته الجنوبية، دولة النظام والقانون التي ضحى وما زال شعبنا يضحي من أجلها. ومع ذلك فإن الاسم يكفي لمعرفة هويته السياسية ومن يقف ورائه، فالكتاب يُقرأ من عنوانه، كما يقال.

ثم أنه إذا كان مجلس يافع الأهلي (إطار إجتماعي أهلي للقبيلة وسيتم إنشائه على هذا الإساس)، كما جرى التأكيد في البيان، وليس له أي توجه سياسي، فأن البنيان القبلي ليافع معروف بمكاتبها العشرة، فلماذا القفز عليها.. وأين موقع مشايخ المكاتب القبلية العشرة ليافع من الإعراب.. ثم أين آل هرهرة؟!..ولماذا حشر هذه الكثرة من الأسماء التي يتم الإعلان عنها تحت مسمى (هيئة الشيوخ) المكونة من ( ١٧٠ ) عضوا ، و(هيئة الاعيان) المكونة من (٣٣٣ )، وهي أعداد لا نجد نظيراً لها حتى في هيئات الدول العظمى، فعلى سبيل المثال فأن أعضاء اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تتألَّف فقط من نحو 150 عضواً في بلد يقترب سكانه من مليار ونصف المليار نسمة. ومجلس الشيوخ الأمريكي يتكون من 100 عضوٍ يُمثّلون 50 ولاية في أعظم قوة في العالم..

شخصياً أنا من دعاة الدولة المدنية، وأهلنا في يافع والجنوبيون عامة لا يقبلون العودة القهقري لمكونات قبلية سادت ثم بادت وعفى عليها الزمن، لا سيما وأن لدينا بديلاً عنها ما يُعرف بمنظمات المجتمع المدني ، كالجمعية الخيرية اليافعية، التي تعمل بغطاء مدني رسمي، مثلها مثل الجمعية الحضرمية وغيرها من منظمات وهيئات المجتمع المدني.

هذا هو موقفي المعلن من مجلس يكتنفه الغموض في طريقة إعلانه العشوائية والمرتجلة وفي أهدافه غير الواضحة، مع تقديري لمن وردت أسماؤهم في الكشف ممن وجدت اسمي بينهم دون إخطار أو تشاور أو إشعار…

د.علي صالح الخلاقي