مشاري الذايدي يكتب:

فائق الشيخ علي... مرارة قديمة ضد الخليج

حديث السياسي العراقي فائق الشيخ علي، ضمن حلقة من الحوارات المطولة مع الإعلامي الكويتي، عمار تقي، أثار الرهج، وأشعل النار فزاد الوهج.

الحوار المكون من حلقات غزار المدة كثيرة المسائل جاء على قناة «القبس» في «يوتيوب». وفائق لمن لا يعلم هو محامٍ عراقي من مدينة النجف المعظمة في الشعور الشيعي، لكنه كان من نشطاء الرفاق، تحول به الأمر إلى صوت جهير من أصوات المعارضة العراقية ضد صدام حسين ونظامه، وكان له صولات وجولات في الغرب.

الآن هو معارض صريح للطبقة السياسية والنظام العراقي الحالي المهيمن عليه من الأحزاب الأصولية التابعة لإيران.

نعود لمقابلة الرجل مع المذيع الكويتي في القناة الكويتية، لماذا انتقد كتّاب كويتيون أعلام، من أمثال سامي النصف وأحمد الصراف، كلام فائق الشيخ علي؟

الخلاصة أن الضيف العراقي هاجم دول الخليج، ومنها الكويت والسعودية طبعاً، بسبب تضحيتها بالشعب العراقي، وجعله كبش فداء في حرب صدام مع الخميني، وأنه كان الأولى بدول الخليج حينها أن تقاتل هي بنفسها، وتتخلى عن الترف، ولا تجعل رجال العراق حطباً لهذه الحرب التي خيضت فقط من أجل صالح الدول الخليجية.

اقتبس هذا الرد من الكاتب الكويتي أحمد الصراف، في جريدة «القبس» نفسها، حيث يقول:

«فلا العراق ولا إيران، ما قبل وما بعد الثورة، كانا ينظران بعين العطف واللطف للدول الخليجية، وهذا ما بينه (فائق...) في حديثه لعمار بشكل فج في سخرية من (آكلي الضب)! متجاهلاً حقيقة أن الحرب كانت ستنشب بين العراق وإيران لا محالة، ولأسباب تتعلق بكيميائية العلاقة بين زعيمي البلدين. فكلاهما كانا لا يثقان بنوايا بعضهما ببعض. كما كان الخميني يحمل الكثير من الحقد في قلبه على صدام الذي أهانه وطرده من العراق. وكان صدام يشك في نوايا الخميني، خاصة بعد تصاعد وتيرة التفجيرات في العراق، فكان عليه ضرب إيران، وهي في أضعف حالاتها، واحتلالها، حسب خطة المهيب (رومل العراق)».

الواقع أن الطمع الإيراني في العراق قديم ومتجذر في الخيال الإيراني، من أيام الشاه إسماعيل وذريته إلى اليوم. ولَم نبعد السفر في التاريخ، فها هو العراق اليوم يتعرض كل يوم، وفي كل مكان للسطو الإيراني على قراره وسيادته وأمنه وسلمه، والسيد فائق نفسه خرج من العراق نجاة من أحزاب إيران العراقية.

غير أن ردود بعض الكويتيين عليه، وكلامه الذي يحكي عن مرحلة الثمانينات، يكشف كم ندفن اليوم من بقايا التاريخ تحت سجادة الإهمال الحاضر، لكن سرعان ما تصير هذه الكناسات الدفينة مادة القذى وعنصر المرض المهمل، وليس المرض الذي تعافى منه البدن.