مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):
التسول في عدن: فقر وجريمة منظمة
عدن تختنق بالمتسولين واعدادهم يزداد في شهر رمضان بشكل غير طبيعي ، دون حساب او خوف من وباء كورونا ، نساء حوامل ورجال واطفال، قاصرون و بالغون ، وعميان ومعاقون يطرقون أبواب المنازل ويتسولون في الشوارع و امام المساجد والاسواق والمولات وفي وسط الطرقات الرئيسية ، مما يؤثر على صورة وحركة المدينة ، وغالبًا ما يخلق هذا الوضع شعورًا بعدم الراحة للزوار و المواطنين.
يرتبط التسول ارتباطًا وثيقًا بالجريمة المنظمة والفقر ، والاخير هو أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى انتشاره ، كما ان مشكلة التسول معقدة وتؤججها باستمرار الحالة الاجتماعية والاقتصادية للسكان والحروب ، والشارع يوفر بدائل للحصول على دخل فوري بمجرد مناشدة الناس .
للأسف في عدن يمكنك في اغلب الاوقات رؤية شخص يوزع الصدقات على المتسولين الاطفال و لا يفكر هذا الشخص في حقيقة أن هذه الأموال ستنتهي في جيوب أولئك الذين يحرمون هؤلاء الصغار من الطفولة ، إذ ان نصف الأطفال اليمنيين الذين وقعوا في أيدي تجار "السلع الحية" يستخدمونهم في التسول الراجل ، ناهيك عن الأطفال " المخدرين " الرضع والاكبر نسبياً النائمون دائماً على الارض امام الامهات المتسولات في الشوارع ، اضف عليهم الاطفال ضحايا النار والتعذيب الجسدي ، وكذلك المتسولين من اللاجئين الاجانب وهؤلاء بدأت شبكات التسول كما يبدو بجذبهم إليها .
القت قوات الحزام الأمني السنه الماضية في الشيخ عثمان القبض على عصابة مكونة من 20 شخصا تستخدم الأطفال في التسول القسري في العديد من الأماكن العامة وشوارع المدينة، وذلك بعد ان حددت قوات الامن الفندق الذي يقيمون فيه وقامت بمداهمته و القبض على أفرد العصابة والأطفال الذين تبين أن جميعهم من النازحين ، وهذا دليل على ان التسول أصبح صناعة إجرامية منظمة يرتبط بارتكاب جرائم مثل: الاتجار بالبشر والاختطاف واستخدام السخرة ، والضرب ، والإضرار المتعمد بالصحة بدرجات متفاوتة من الخطورة والتهديد بالقتل أو الإضرار الجسيم بالصحة ، وما إلى ذلك من جرائم .
تفتقر التشريعات اليمنية حاليًا إلى آليات فعالة للتأثير على هذا النوع من الجرائم ، وتظل خطوة مأمور البريقة بإصدارة تعميم بمنع ظاهرة التسول في المديرية خطوة في الاتجاه الصحيح ، وقد لاقى هذا التعميم ارتياحاً شعبياً كبيراً لما له من تأثير على محاربة ظاهرة التسول الدخيلة و المستفحلة ليس في البريقة فقط ، وانما في عموم مديريات عدن .
يجلب اغلب المتسولين إلى عدن فئة تتبع عصابات منظمة ، تستهدف جمع الأموال ، مستغلة رغبة الناس في فعل الخير ، فالتسول أصبح وسيلة سريعة لجني المال وليس بدافع الفقر ، لذلك هناك حاجة إلى حظر التسول المنظم في عدن ، لأن الظاهرة اجتماعية خطرة تضم شبكات اجرامية تهدد الأمن الشخصي للناس في بيوتهم وفي الشوارع ، واي حظر في القانون الجنائي للتسول سيكون له تأثير وقبول إيجابي في المجتمع .