د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

حديث الذكريات (27).. السياحة والمطاعم في عدن

 كانت عدن درة المدن وبلغت ذروة مجدها وازدهارها وتطورها العمراني الحضاري في الستينات من القرن الماضي وفي أسواقها شتى أنواع البضائع من الغرب والشرق ويرتادها المتسوقون والتجار والمقيمون فيها من شتى أنحاء المعمورة واكتسبت عدن شهرة عالمية بسبب مينائها الحر الذي يمتاز اشتهر بأسعاره الرخيصة جدا وجودة بضائعه ، وشاهدت بنفسي السفن السياحية العملاقة القادمة من أوربا إلى أستراليا والعكس وهي ترسو في المعلا والتواهي وينزل منها مئات السواح لشراء الأجهزة الالكترونية والملبوسات الجاهزة والأقمشة والصناعات والمشغولات اليدوية المحلية التي كانت تباع بأرخص الأسعار .
نظام المواصلات :
تتميز عدن بنظام مواصلات جيد جدا في متناول كل طبقات المجتمع فهناك عدة شركات تؤمن الباصات بين أحياء عدن وعلى مدار الساعة منذ الصباح الباكر حتى منتصف الليل وتعتبر الارخص سعرا وخطوطها تغطي كل من : كريتر – المعلا – التواهي – خور مكسر –المنصورة – الشيخ عثمان – دار سعد - الحسوة – البريقا وغيرها من الضواحي القريبة ، وأجورها رمزية تتراوح ما بين 4 عانات إلى شلن للضواحي البعيدة ، ويتولى قص التذاكر الكمساري من داخل الباص مباشرة وهناك سيارات التاكسي بالنفر تنقل الركاب بين الأماكن المذكورة أعلاه ولكن بسعر أغلى من الباصات !!
أشهر المطاعم في كريتر:
في بداية الخمسينيات بدأت النهضة الاقتصادية والعمرانية الضخمة في عدن، وتدفقت الأموال والاستثمارات إلى بلادنا، وبدأت المطاعم الحديثة الراقية تفتح في عدن، مثل مطعم التركي، مطعم قصر الجزيرة، مطعم البحر الأحمر، مطعم دي لوكس في كريتر والشيخ عثمان !!
وكانت هناك مخبايز عريقة تقدم الأكلات مثل : فته حاف، فته موز، فته تمر، فته عسل، خبز مُلوح، خبز رَطب، خبز رشوش، خبز طَرح، وحُلبه وبسباس مع الجُبن. واللحوم – لحم مرق ولحم حنيذ، إضافة إلى السمك – سمك موفى – كل أنواع الأسماك .. وخاصة الصيد – أي السمك الشعبي اللذيذ –
مقاهي عدن زمان :
من أقدم المقاهي بمدينة عدن قهوة الحاج "شوكت الصومالي" التي كان موقعها في شارع الزعفران وكذلك قهوة "زكو" وقهوة "الغبري " بشارع الميدان , وقهوة "فارع" التي كان موقعها في شارع حسن علي ومن ثم تحولت إلى الزعفران في بداية الثمانينات بدلا عن مقهى شوكت الصومالي, ومقهى "الصومال" في المعلا , ومقهى "الدبعي" في التواهي ومقهى "الشجرة" في الشيخ عثمان وفي الستينات ظهرت مقاهي عديدة مثل مقهى "سيلان" في شارع السبيل ومقهى "السكران" في شارع الشيخ عبد الله وعدد من مقاهي عدن التي ظهرت بعدها. وتحتفظ مقاهي عدن القديمة برونقها وملامحها القديمة، فما تتناوله أيادي الرواد هو نفسه "الجودة الأصيلة" للشاي الذي لم يتغير على مر السنين، ولم يقتصر الأمر على كبار السن حالياً بتناول الشاي في المقاهي القديمة فحسب، أنما شمل الشباب الذين يلتقون لاحتساء شاي السكران والشجرة وغيرها!!
وهناك العديد من أنواع الشاي العدني التي تقدمها هذه المقاهي لمرتاديها لكن الشاي المعروف لدى عامة الناس هو الشاي المُلبن بجميع انواعه وطرق صناعته حيث يتم غليه ومن ثم يضاف اليه اللبن ليغليا معا على نار هادئة ومن ثم يضاف اليهما الحوائج المخلوطة وهي جوز وهيل وقليل من الزنجبيل حسب الطريقة الهندية وهناك العديد من المسميات التي يسمى بها الشاي مثل : (الشاي النص) الذي يكون اللبن فيه زائد، و(الشاي الخفيف ) الذي يكون اللبن فيه ناقص و(الشاي الثقيل ) الذي يضاف له أوراق شاي ، و(الشاي العصملي) نسبة إلى التسمية التركية (العثماني) والمعروف عند أهل عدن بالأحمر الخفيف.
كما يفضل البعض تناول مشروب الثريب الحامض اللذيذ مع السكر خاصة في العصر أو ليالي الصيف الحارة .
د. علوي عمر بن فريد