مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):
اعلنوا خروج المدينة عن الجاهزية
أتابع كمواطن عن كثب المعلومات الواردة في وسائل الإعلام ومصادر الإنترنت حول الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الحالي لمدينة عدن الساحلية ، التي انهكتها ايادي عابثة تسخر من المواطن بشكل شبه يومي ، وصل العبث والسخرية فيها الى تكرار يومي لعبارة خروج محطة الكهرباء عن " الجاهزية" حتى اضحت هذه الكلمات على صدر الصحف والمواقع الاخبارية اليومية مثل " السلام عليكم " ، مع ان هناك حالات كثيرة خارجة عن الجاهزية في عدن لا تذكر ، مثل اسعار المواد الغذائية والادوية المزورة المهربة و الرواتب قنوات مجاري الصرف الصحي واسعار المشتقات النفطية والغاز ، صرف العملة.....الخ .
بعض الأمور المؤلمة التي تقلق غالبية السكان في عدن يجب التعبير عنها بشجاعة بعيداً عن التسويف والكذب ومن خلال تحديد الجاني و معاقبته دون خوف او محاباة ، فالخدمات في المدينة اليوم تنهار الواحدة تلو الاخرى وامام اعين الجميع و " أوصياء المدينة " الجدد ومن يقف خلفهم لا يستطيعون رؤية هذا الوضع او ربما فهمه ؟ لان أكثريتهم من خارجها والان في نعيم ولا يشعرون بحياة الجحيم التي يعيشها المواطن كل يوم وعلى مدار 24 ساعة .
أداء المدينة في مؤشر العمل والحياة الحضرية صفر ، وهناك انخفاض واضح للمعيشة بشكل عام ، بسبب التوازن السيئ بين الدخل وتكلفة المعيشة والحروب وانتشار الفساد وانقطاعات طويلة للكهرباء والماء، اضف عليها المنغصات اليومية من ارتفاع الاسعار اليومية للمواد الغذائية وانتشار المخدرات والطرقات المدمرة و فيروس كورونا وسعر قرص الروتي الذي يرتفع كل شهر وغالبية السكان من مدني وعسكري بدون رواتب .
تحلوا يا هؤلاء بالشجاعة واعلنوا المدينة بأكملها " خارج الجاهزية " ، وانها اصبحت اتعس من قرية ، تحاصرها القمامة وسوء الاحوال الصحية والبيئة والفساد ...الخ، اعلنوا ان الكهرباء والماء والميناء خارج الجاهزية وان الحكومة لا حول لها ولا قوة وان السلطة القضائية خارج الجاهزية ، اعلنوا ان الطرقات ليست للسيارات بل لعربات الحمير والجمال التي تملئ شوارع عدن ، اعلنوا المدينة غير صالحة للسكن ليس بسبب جغرافيتها وسواحلها النادرة، بل لأنها أضحت مرتعاً لفوضى قلة من العابثين من مدنيين وعسكر عبر الاطقم العسكرية وناهبي الاراضي وتجار المخدرات .
اعلنوا ان الصراعات و الفساد وحرب الخدمات وعدم الاستقرار السياسي في عدن حولتها الى مدينة طاردة لسكانها بعد ارهابهم و افقارهم المنظم ، اعلنوا ان عدن بمطارها ومينائها البحري وبنيتها التحتية والسكن والنقل والطعام والشراب والتعليم تتعرض للدمار الممنهج، تمهيدا لواقع جديد بملامح غير معهودة على الصعيد الديمغرافي و العمراني لعدن و لصالح اطراف لها مصالح خاصة من استمرار الوضع المزري الراهن الخدماتي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي .