عفاف سالم تكتب لـ(اليوم الثامن):
لو كنت وزيراً في الانتقالي لجعلت الآتي من اولوياتي
قرأت خبراً مفاده ان هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي قد عقدت اجتماعها الدوري برئاسة عيدروس الزُبيدي يوم الاثنين بتاريخ 31 مايو
وورد في الخبر ان الاجتماع قد حضره وزراء المجلس في حكومة المناصفة
وحقيقة لا اخفي علئ القراء الكرام انني تمنيت حضور الاجتماع لأضع بين يدي الاخوة الوزراء حزمة الاستفسارات التي لم اجد لها تفسيراً واضحاًً يترجم لي حقيقة سبات وسكون وزراء الانتقالي في تلك الوزارات فهم لحد الان في محلك سر والا در
فكون الوزير انتقالياً يختلف كثيرا عن كونه شرعياً لاننا اعتدنا ان اغلب وزراء الشرعية يأتون فقط كتحصيل حاصل وهم كبيادق على رقعة الشطرنج يعاد تدويرهم ولا يأهبون للقسم الذي يقسمونه ان كانوا فعلاً يقسمون بين يدي هادي
ولذلك ففشل الحكومة يتكرر مرات ومرات ولا نجد من يأخذ الدروس والعبر
الجدير انه في اغلب الوزارات ليس للوزارة من الوزير الا اسمه و ذلك لانشغاله منذ تقلده حقيبة وزارته بحوافزه ونثرياته واكرامياته وحقيبة سفرياته وغياراته
فكم من قضايا حيوية طرحناها ولا من مجيب وان وجدت الاستجابة فهي آنية و استحيائية وليس استشعارا بالمسؤولية او ناتجة عن خوف من الله او وخز الضمير وفي مقال اخر قد اتطرق للتفاصيل
ولذا فالوقفة الموجزة والمقتضبة في هذا المقال ستكون مع احد الاخوة من وزراء الانتقالي وستكون لنا وقفة مع كل الاخوة حول اهم الاولويات في وزارات الانتقالي التي عول عليها الشارع كثيرا لانقاذ مايمكن انقاذه بعد ان ابتلع الفساد الجمل بما حمل
وان رغب وزراء الشرعية في تذكيرهم بأولوياتهم فعلئ الرحب و السعة فإن ابوا فهذا شأنهم وليس بجديد عليهم
ودعوني أقول بكل وضوح لو كنت وزيراً اننقالياً لبذلت جهدا مضاعفاً للارتقاء بوزارة حيوية يمكنها ان تخفف من معاناة الناس التي سئمت هروب الحكومة وتنصلها عن اداء واجبها والنتائج والمترتبات تتحدث عن نفسها بجلاء وهاهو المحافظ احمد لملس يجتهد ليملأ الفراغ الذي تركته ويحاول اجتياز العراقيل والمطبات بصبر وحنكة رغم شدة العناء
والمحطة الاولى مع وزارة الاشغال والطرقات فلو كنت وزيراً لهذه الوزارة لبذلت جهدي للحد من البسط و العشوائيات وطلبت كشف الاضرار الحقيقية المتطلبة للاعمار وليست الوهمية او تلك التي تمت باتفاقات وصفقات مع المهندسين عبر بند الدفع المسبق ( قدمة) والدفع الملحق (ترضية) ان تحقق المراد
لو كنت وزيرا للاشغال والطرقات لأنقذت جسر الصداقة (الصين) في ابين من الانهيار فالقواطر تدكه بالعشرات ليل نهار ولا ترميم ولا محافظة عليه لانه ان انهار انقطع اهم طريق او شريان يربط ابين بعدن وستغرق المركبات بالطريق الترابي بالوادي فإن تدفقت السيول عظم المصاب
لو كنت وزيراً الاشغال لبذلت جهدي لانعاش الخط الدولي خط العلم ابين المهمل الذي تطغئ عليه الكثبان الرملية وتغمره الاتربة دون مبالاة بإرواح الناس التي تذهب هباء فالجرافات تبعد الاتربة امتارتعيدها الرياح في اليوم التالي لذا لابد من ايجاد حلول جذرية ويمكنكم الاستفادة من مقترحاتي التي سبق وقدمتها لرئيس الوزراء معين حينما كان وزيراً ورئيساً في الحكومة التي سبقت المناصفة لكن للاسف استجابات انية بجرافات لاغير
لو كنت وزيرا للاشغال لاهتممت بالانارة وللتشجير وردم الحفر التي تهدد حياة البشر وتسببت بخسائر بشرية ومادية جمة
لو كنت وزيرا للاشغال والطرقات لبحثت عن حلول ومعالجات لمشاريع الطرقات الفاشلة من قلع ونقف للاسفلت واستبداله بالاسوأ بتنسيقات وصفقات مع المنظمات واصحاب المناقصات والنتيجة تتضح للناظر مع اول زخات المطر حين تغرق شوارع المدن وتتعثر حركة سير البشر و المركبات
لو كنت وزيرا للاشغال لاستفدت من علاقات رئاسة المجلس ومن النظراء بدول الجوار بل ومن العرب والغرب
والمنظمات الداعمة وكل مامن شأنه ان ينعش الوزارة بالانجازات الملموسة
سأكتفي بوقفتي هنا مع ماطرحت من قضايا سطحية تخص وزارة الاشغال والطرقات لاني عرضت مقتطفات ورؤوس اقلام فقط عن طموحات تراود الشارع واكتفيت بغيض من فيض حول وزارة الاشغال والطرقات فأهل مكة ادرئ بشعابها ان كانت لديهم رغبة في العمل لانجاح مهامهم
بإذن الله سيكون مقالي التالي وقفة مع وزير انتقالي اخر وإهم اولوياته التي يعول عليها الشارع ومازال ينتظر ويترقب ان يأتي الغد بالجديد
اضع تركيزي علئ وزراء الانتقالي لانهم ان تميزوا في اداء وزاراتهم لوضعوا الوزراء النوام في مواقف محرجة ولربما حينها يشدون الهمة ويتنافسون لما فيه الخير للبلاد والعباد
بالمناسبة قرأت مقالاً لوضاح بن عطية يرى فيه ان الاستقالات خطأ جسيم وان علئ الوزراء الصمود كي يحرجوا الحكومة الشرعية.
يااخي اني اخالفك الرأي فحين يعجز الوزير عن اداء مهامه فيتوجب عليه ان يستقيل او يقدم اعتذاره بكل شجاعة عن اتمام مشواره ويفسح المجال لزميل اخر من الانتقالي نفسه يتم التوافق عليه يحمل في جعبته برنامج عمل و يجتهد لترجمته علئ ارض الواقع
يااخي ليس الاحراج للحكومة في بقاء الاعضاء ولكن قمة الاحراج تكون في الانجاز والعمل التي تدين الفاشل او الفاسد وتقزمه او تدفعه لمراجعة حساباته والارتقاء بوزارته هو الاخر
بقي ان اقول ان علئ حكومة المناصفة ان تتقي الله في العباد الذين اولوهم ثقتها و قدموا الضحايا في استقبالها والنتيجة ان ايتامهم واراملهم وامهاتهم الثكالى لم يجدوا لحكومتهم انجازا يذكر يضمدون به جراحهم ويخفف مصابهم
وللحديث تتمة كما اشرت سلفاً وما تنسوا الصلاة و السلام على الرسول الكريم
عفاف سالم