اياد الهمامي يكتب:

جامعة عدن.. صرح علمي عريق يتهاوى

جامعة عدن ذلك الصرح العلمي الشامخ الذي ضرب في عروقه عبق التاريخ واعترف بمنهاجه التعليميه كل عموم الوطن العربي، وأجازت عقول أساتذته جامعات عديدة عالميا ووصل إليه طلاب العلم من مختلف أصقاع العالم العربي وتخرج فيه عباقرة نالوا مراتب الشرف في الأبتكارات والاختراعات العلمية، اليوم هذا الصرح هاهو يصارع البقاء وهو يلفظ أنفاسه الاخيرة".

لم يحدث قط في تاريخ جامعة عدن أن تحدث ظاهرة فساد حتى العام 1990 م أكان إدريا أو ماليا أو علمياً بل كان هذا الصرح العلمي الكبير محط إحترام قيادة الدولة الجنوبية سابقاً والمؤسسات العلمية والأكاديمية في الوطن العربي والعالم كافة واستمر هذا الصرح متماسكاً وجهة للعالم أجمع".

لاشك بأن الغزو الممنهج والهادف في عسكرة الحياة الجامعية وتحويلها إلى ثكنة عسكرية وكسر دائرة العمل الأكاديمي ماهي إلا صورة تعكس من خلالها نوايا النظام السابق بعد أن كرسها بحرب ظالمة على الشعب الجنوبي واستهداف ممنهج للتاريخ والهوية لاسيما العلم والتعليم الذي كان له نصيب الأسد من تدمير لمنجزات ومنشآت وعقول مؤسسة رائدة ".

المتابع لمجريات الأحداث بموضوعية وشفافية في مايدور بجامعة عدن من قررات وتعينات لأشخاص لم يكن لهم يوماً من الأيام صلة بالمجال العلمي تم تعيينهم بقرارات سياسية في إطار التوافقات السياسية والمحسوبية الجهوية في ضاهره سادت خلال فترة ما بعد حرب 94م وأستمرت في نفس الوتيرة من الرشوة والمحسوبية والفساد وجرى تحييد الكفاءات العلمية وإبعادها من مواقعها الأكاديمية بل التخلي عن خدماتها بالكامل وخير دليل على ذلك ماحصل مؤخرآ من قرار اقالة القحطاني وتعين شخص آخر بديلا عنه "

لاشك بأن الجميع يدرك حجم الفساد المستشري الذي ينهش الصرح العلمي في جامعة عدن منذو سنوات ومازال هذا الفساد قائماً حتى وان تغيرت ادواته إذ ظل رمز الفساد الأول بمنأى عن كل شكوى وغضب شعبي وهاهي الأيام تكرر نفسها، وتؤكد نفسها، وتؤكد بأن رواد الفساد في مدينة عدن هم أنفسهم لايزالون يتجولون بكل حرية في كل مفاصل السلطة مستمرين في فسادهم وظلمهم، دون حسيب أو رقيب من أحد "

الحديث عن الفساد الذي استوطن في جامعة عدن ذلك الصرح الذي تخرج منه الالاف من الكوادر ليس بالأمر السهل أو الهين لان الظلم وممارسة الفساد في مثل هذا الصرح العلمي جهارآ نهارآ يجعلنا نبيع الوهم ننتضر من الأجيال القادمة أن تقدم لهذا الوطن الجهل والأمية والظلام الحالك"

ما الذي يحدث بالضبط في هذا الصرح العلمي العظيم، ولماذا كل هذا الظلم والفساد في جامعة عدن بالذات، كثيراً ما سمعنا عن إيقاف وفصل عدد من الدكاترة والأساتذة في الجامعة، نتيجة عدم توافق توجهاتهم السياسية الذي ينشودها لهذا تكررت هذه الحكاية مرة أخرى وتكرر ذلك الظلم وتلك القرارات التعسفية لتطال عددا آخر من الدكاترة والمدرسين فعجلة تلك القرارات الظالمة التي تصدر من خلف الكواليس لم تتوقف عند قرار الدكتور القحطاني
ذلك الكادر الذي يعرف بالنزاهة ويمثل شوكة في حلق مافيا الفساد وصوت المظلومين المعينين أكاديمياً الذين بدون تعزيز مالي وهذا الأمر لم يروق لهم ليتم ازاحته من طريقهم حتى يخلو لهم الجو ولا يفضحهم أو يعرّيهم بفسادهم.