عفاف سالم تكتب لـ(اليوم الثامن):
رحيل الرجل الخلوق عبدالله الحوتري عن دنيا البشر
صباح السبت وصلتني رسائل تفيد ان الحوتري رئيس المجلس الانتقالي قد وافاه الاجل واتكل، رحيل الحوتري كان عقب رحيله لمصر لتلقي العلاج وشخصيا كنت اظنه قد سافر عقب تعيين الشقي خلفاً له وانه ذهب لمصر لتغيير جو فقط
واما تعيين الشقي فقد وجدت له اعتراضات وظننت ان المسألة لا تزيد عن كونها مناطقية ورددت امهلوا الرجل حتئ تتبينوا معدنه وكفاءته ولا تتعجلوا لكن بالامس عندما قيل ان الرجل مقيم اساساً بعدن اتضح ان الاعتراض كان الئ حد كبير مصيباً ولذا يتوجب علئ الشقي ان يستقر في ابين اما ان يدير عمله بالزيارات والمراسلات فهذه طامة ونكبه في حق المحافظة المنكوبة اصلا
وبالعودة للحديث عن الحوتري الذي وافته منيته فجر اليوم السبت
فقد اتضح ان الرجل كان يعاني المرض وكنا نظنه يتحجج لانه اخفق في جوانب كثيرة وقصر في انتشال المحافظة من بؤر الفساد التي استباحت المال والارض و...
مازلت اتذكر جيدا يوم ان توترت الامور واوشكت الاوضاع علئ الانفجار بين الشرعية والانتقالي وحينها كنت قد بذلت جهدي لاحتواء الامر بالمقالات لكن الاحداث كانت تتسارع فلجأت الئ الاتصال به قلت له انت ابن ابين ومن يخوضون المواجهات ويدفعوا الثمن هم في الاصل اخوة كان رده منفعلا ويريد الحسم قلت له لاتجعلوا من ابين ساحة مستباحة لسفك الدماء فكروا في مخارج وتحاوروا قال لا حوار قلت له بل في حوار وسيتم التسليم به لكن تعرف متئ قال متئ قلت له عندما تسقط ضحايا جدد ويزداد عدد الايتام والارامل والثكالى فصمت لم اعلم ان كان قد اقتنع حينها او مازال متشبثاً برأيه
حينها كتبت مقالات ومنشورات وجهتها للتحالف والشرعية والانتقالي لتحمل المسؤولية وتحكيم العقل وتطبيق بنود اتفاق الرياض الذي تم التوافق عليه مسبقاً من الاطراف المعنية
الحمد لله تمت التدخلات الطيبة من العقلاء ووجدت المقالات صداها وخفت حدة التوترات وتم التحاور والتهدئة عقب يومين او ثلاثة فقلت له اليس الان افضل بكثير من الاندفاعات والانفعالات التي لاتأتي بخير وبدا جلياً ارتياحه لما استجد من امور الحوار التي تمت وفرضت كأمر واقع آنذاك
اما لقائي الوحيد بالعميد الحوتري فقد كان عقب يارته التفقدية لسير الامتحانات بالكلية في يناير وقد غادر القاعة لقاعات اخرى ثم انصرف وكنت اوده ان يتلمس مشكلات الطلاب عن كثب فأرسل الي :( ساطلعك على التقرير الذي ساعده عن الزياره.بس بحاجه لاحصائيات طلبتها ومنتظر وصولها ).
وحقيقة تلقيت دعوات متكررة ربما لمناقشة القضايا او المقترحات او ربما لاقناعي بالانضمام للتنفيذية او المنسقية فاعتذرت لان اغلب الاعضاء همه منصب ومكسب ولا غير وقد اتضح ذلك بالكشوفات المتكررة لنفس الاسماء التي رفعها المسكين دون مراجعتها ولعلها كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير عقب الاعتكاف والتقصير وتسببت في استبداله ان لم تكن اقالته ومن ثم ترقيته فخرياً كمستشار
الجدير انني في شهر مايو تطرقت في احد مقالاتي لجوانب التقصير في حق الفقيد جواس فأرسل الي رسالة هذا نصها:( حفظك الله بنتنا العزيزه للعلم انا منذ حوالي شهر بالحجر الطبي بغرفة خاصه داخل البيت تحت اشراف دكاترة من ابناءنا فاعذروني عن الغياب ولكم تقدير وخواتم مباركة ) فكان ردي عليه المرض لا يفتضي العزل شهر بفضل الله يزول في ايام اعد الفحوصات وربنا يعافيك
وبعدها قال انه في تحسن
وفي الثالث من مايو كتب لي هذه الرسالة( لابد من بدأ اعمال اللجان الشعبيه في ابين باذن الله بعد احازة العيد) كانت هذه اخر رسائله
وبعدها علمت انه ذهب لمصر ولكن القدر لم يمهله فقد باغته الاجل علئ عجل لقد ذهب من دون ان يعلم ان اكفانه قد نسجت وان ايامه على ظهر البسيطة قد غدت معدودة وما افقنا اليوم الا وقد طواه الردى
واختم كلامي بهذه الابيات
نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية
طفلُ الملوك هنا،كطفل الحاشية !!
ونغادر الدنيا ونحن كما ترى
متشابهون على قبور حافية !!
أعمالنا تُعلي وتَخفض شأننا
وحسابُنا بالحق يوم الغاشية !!
حورٌ، وأنهارٌ، قصورٌ عالية
وجهنمٌ تُصلى، ونارٌ حامية !!
فاختر لنفسك ما تُحب وتبتغي
ما دام يومُك والليالي باقية !!
وغداً مصيرك لا تراجع بعده
إما جنان الخلد وإما الهاوية ..
رحم الله الفقيد عبدالله الحوتري واسكنه فسيح جنته والهم اهله و ذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون وماتنسوا الصلاة و السلام علئ اشرف الانبياء والمرسلين
عفاف سالم