أحمد سعيد كرامة يكتب:

عدن .. تستحق الأفضل وليس الأسوأ

كتبت عدة مقالات توعوية حول أهمية التدوير والتغيير للقادة والمسؤولين ، وهناك مقطع فيديو قديم أيضا بصفحتي بالفيس بوك أتحدث فيه بالصوت والصورة عن أهمية هذا التغيير أو التدوير أو التأهيل للقادة لحمايتهم من أنفسهم ، الذي أصبح اليوم بالنسبة لنا مسألة حياة أو موت في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة . 
 
التدوير نظام إداري وعسكري عصري  و وطني للذين ينشدون دولة النظام والقانون والمساواة بين شرائح المجتمع المختلفة ، كل بحسب كفاءته ومهارته ومؤهله : 
من كان ساسه من البداية غلط
                                بكرة بنيانه على رأسه مهدوم 
 
بن كرامة يضع على الحروف النقط
 وخائف ما يقراء حروفه كبار القوم  . 
 
انشاء قضاء عسكري ونيابة عسكرية وسجن ومجلس تأديبي للقوات المسلحة والأمنية الجنوبية صار مطلب شعبي جنوبي ، ويجب تلبيته من قبل القيادة السياسية والأمنية والعسكرية على وجه السرعة . 
التغيير أو التدوير ليس معناه اتهام أو إزاحة أو مؤامرة كما يحلوا لضعاف النفوس والضمائر أن يطلقون عليها لتبرير ضعف حجتهم ، النفس البشرية أمارة بالسوء دائمآ ، وبالتالي من السهولة إفساد القادة أو السياسين إذا لم تكن هناك قوانين وضوابط وعقوبات رادعة قد تكلفهم رؤوسهم وليس مواقعهم أو وضائفهم . 
 
السيد اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي حفظك الله ورعاك ، ترتيب البيت الداخلي الجنوبي هو الأهم حاليآ ، فالطابور الخامس يسقط دول من الداخل ، وليس معنى ذلك أن يكون الطابور الخامس عميل أو خائن أو متواطئ مع الأعداء ، طابورنا الخامس انتهازي وأناني وجاهل وعنصري ومناطقي هذه المرة ، ان التمنطق الجغرافي لمعظم الالوية الجنوبية سلاح ذو حدين وخطير للغاية علينا قبل أعدائنا ، وأثبتت الأيام أن هذه الاستراتيجية تؤسس لتمزيق النسيج الإجتماعي الجنوبي وضياع الدولة الجنوبية ، وبالتالي نحن ذاهبون نحو حتفنا إذا استمرينا بالسير قدما في هذا الطريق . 
 
عدن العاصمة ، عدن نواة للدولة الجنوبية الحديثة التي ننشدها ، وبالتالي عدن يجب أن تكون أنموذج للتلاحم والتعايش والمساواة بين فئات الشعب الجنوبي المختلفة ، عدن تستحق الأفضل والاجدر . 
 
عسكرة مدينة عدن بهذا الكم الهائل من المعسكرات والنقاط الأمنية والعسكرية يسيء لنا وللمدينة ، ويعطي رسائل وانطباع خاطئ أن الوضع هش ومنفلت وباي لحظة قابل للانفجار ، وتلك المعطيات تعني الكثير والكثير لأي تاجر أو مستثمر أو حتى لمنظمات دولية أو إقليمية تريد أن تزاول نشاطها في العاصمة عدن . 
 
ولهذا علينا إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمنية الجنوبية على أساس وطني ومهني بحث ، ترك الباب على الغارب للقادة للتحكم حتى بكيفية وضوابط قبول الانتساب لمعسكراتهم خطأ فادح ، يجب إعادة الاختصاص النوعي والكمي لمعسكر العند التدريبي كما كان من سابق ، وهناك يتم التأهيل والفرز والتوزيع لباقي المعسكرات بحسب التخصص ، نحن أمام مأزق مهني و أخلاقي ووطني خطير ، من خلال تبني كثير من القادة مصطلح أبناء قبيلتي أو منطقتي لهم الاولوية . 
 
أقترح أخذ 3 الف جندي وصف وضابط من النخبة الشبوانية ، 3 الف جندي وصف وضابط من النخبة الحضرمية ، ونفس العدد من عدن و لحج والمهرة وسقطرى والضالع ويافع وأبين وردفان وغيرها من المناطق الجنوبية ، لتشكيل قوات أمنية وقوات خاصة وغيرها من المسميات الأمنية التي ستتولى حماية العاصمة عدن ، تفعيل لوائح وأنظمة وقوانين جيش جمهورية اليمن الديمقراطية بات مطلبا وطنيا اليوم . 
 
وباقي القوات تخرج للمحافظات المجاورة للدفاع عن العاصمة متى ما دعت الحاجة الماسة إليها ، فتح باب التسجيل للكليات العسكرية والأمنية ومدارس الشرطة والجيش يجب أن تكون بصورة علنية وبشفافية وبحسب اللياقة البدنية والمؤهل ، لن تستطيع أي فئة مهما أمتلكت من قوة ونفوذ ومال من أن تسيطر أو تتحكم بالمشهد الجنوبي لوحدها ، الوطن للجميع وبالجميع يحمى ويصان ويبنى الوطن .