علي ثابت القضيبي يكتب:
شبوة والغضب الذي غادر قمقمه
للصبر حدود ولا شك، وشبوة مثل كل الجنوب، فهي قد عانت كثيراً من عنت وعبث هذه السلطة، والأكثر قسوة أنّ غِيلان الإخوان جثموا على تخومها، وكعادتهم حيث حَلوا، فقد أوغلوا وتمادوا في غَيّهم، فهم اختطفوا ونكّلوا وقمعوا بقسوةٍ الأضداد لنهجهم وكيانهم، وهذا مارسهُ الإخوان في كل البلدان المماثلة لأوضاعنا، أمّا الأكثر جوراً هو استحواذهم على عائدات الثروات التي تختزنها شبوة، وكما أفصحت تقارير صحفية، فهذه العوائد تُورّد إلى فرع البنك الأهلي في السعودية، وهناك يتقاسمها نافذوا الإخوان وشركاؤهم في سلطة الإفك.
هنا لم يكن ثمّة مناص من إعلان الرّفض لهذا الواقع ، وجاء صدى الغضب الشّبواني يومي الجمعة والسبت الماضيين، وبدعوةٍ من القيادة التنفيذية المحلية للانتقالي في شبوة، وتقاطر الأهالي أفواجاً إلى منطقة عبدان بمديرية نصاب لإقامة فعاليتهم السلمية ، لكن سلطات الإخوان استبقت بمدرعاتها وأطقمها وطوّقت المنطقة، بل وأطلقت النيران ودمّرت منصّة الفعالية، فتحوّل الأهالي إلى منطقة جباه - سقام في نفس المديرية ، ونظّموا فعاليتهم رغماً عن السلطة التي لم تستطع إفشالها .
إزاء أعمال العنف الوحشي التي أقدم عليها الإخوان في شبوة ، كان رد فعل قيادة الانتقالي إيجابياً ومُحنّكاً كالعادة ، وهذا استشعاراً منها بما حَاق بأهالي شبوة من عنفٍ ، وتمّ توجيه المفاوضين في الرياض بتعليق مباحثاتهم مع السلطة ، وحتى يتم وضع ملف شبوة في صدارة أولويات تنفيذ اتفاق الرياض ومعالجة الأوضاع فيها بشكلٍ عام ، وهي خطوة جد موفقة ومحنّكة أيضاً ، وهكذا تكون سلطة الإفك قد نبشت عش الدّبابير على نفسها .
ما حدث في شبوة هو رسالة صارخة وواضحة الدّلالات ، فهي رسالة للرأي العام وللشركات النفطية العاملة فيها ، ودلالاتها بأنّ هنا يوجد شعبٌ حي ، ولن يصمت على استمرار الظلم بحقه ، ونفس الرسالة للتحالف العربي ، وأيضاً للدول التي منها هذه الشركات النّفطية ، خصوصاً ومظالم أهل شبوة بهذا الصّدد - النفط وعائداته – لا تُحصى ولا تُعد ، بل هم محرومون حتى من أولوية التوظيف في هذا المجال.
مما احتواه بيان فعالية غضب شبوة، وهو الأكثر إثارةً للانتباه ، هو أنّ ثمّة فعالية (انتفاضة) من المزمع تنفيذها في 7/7 القادم ، وستشهدها كل مديرياتها وعاصمتها كما ورد ، هذا يعني أنّ الغضب الشبواني خرج من قمقمه فعلاً ، وهذه شبوة ، ما يعني أنه لا بدّ من نهاية حتمية لعهد نفوذ وطغيان وعبث الإخوان هناك .
جديرٌ بالإشارة أنّ منظمة (فرونت لاين) البريطانية لحقوق الإنسان كان لها موقف مما حدث، وهذا يعني أنّ أحداث شبوة قد بلغت مسامع العالم ، فهذه المنظمة أدانت ما أقدمت عليه السلطة الإخوانية الإرهابية بمحافظة شبوة ، خصوصاً خطف واختفاء ناشطين ومصور شبواني في الفعالية ، وهو أمر يستدعي تَداعي كل المنظمات والهيئات الحقوقية المعنية بهذه الانتهاكات الصارخة في الداخل والخارج، أليس كذلك؟!