أحمد سعيد كرامة يكتب:

نصيحة جنوبية .. للمملكة العربية السعودية

20 عام من التدخل العسكري الأمريكي المباشر في أفغانستان ، 20 عام هي عمر التحالف العالمي بقيادة أمريكا ضد حركة طالبان ، تريليونات صرفت على الحرب في أفغانستان دون تحقيق أي هدف عسكري أو سياسي أو حتى تنموي لكسب الشعب الأفغاني ، آلاف الطائرات بأنواعها وأصنافها المختلفة شاركت بالقصف على طالبان على مدار العشرين عام ولم تهزمها ، مئات الغواصات النووية وغير النووية والبوارج والفرقاطات والمدمرات وحاملات الطائرات شاركت بإطلاق أحدث وأذكى الصواريخ كا توما هوك و كروز وغيرها ، مئات آلالاف من الاطنان للقذائف المختلفة دكت جبال وسهولة ووديان وكهوف أفغانستان .

خسائر الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الأفغانية تقريبا 2,6 تريليون دولار أمريكي ، وبضعة الاف من القتلى والجرحى ، ولو أنها سخرت ربع ذلك المبلغ في مشاريع بنية تحتية كبرى لانتشال أفغانستان والشعب الأفغاني من حالة الفقر والبؤس والفشل والفساد كانت انتصرت على طالبان بأقل التكاليف والخسائر ، وفي النهاية وبكل سهولة أعلن الرئيس الجمهوري السابق ترمب عن سحب القوات الأمريكية من أفغانستان رغم تلك الخسائر الفادحة بالاموال والعتاد والجنود ، وأتى الرئيس الديمقراطي جو بايدن ليؤكد المؤكد ، ويضع حد ونهاية لتواجد قواته والشروع بالانسحاب الفوري وتسليم أفغانستان عمليا لحركة طالبان التي انتصرت على الولايات المتحدة الأمريكية في حرب أستمرت عشرين عام .

ستعاني روسيا ودول الجوار وكثير من دول العالم من الخروج الأمريكي وعودة طالبان ، وتبحث أمريكا حاليآ مع ثلاث دول لاستضافة 9 الف متعاون أفغاني مع القوات الأمريكية ، وهروب جماعي للجنود ووكبار وصغار المسؤولين الأفغان ، سقطت أفغانستان بيد طالبان مرة أخرى .

وضع المملكة العربية السعودية عسكريا وماليا لا يساعدها مطلقا بالاستمرار في حرب اليمن أكثر من بضعة أشهر قادمة فقط ، وبالتالي تمسكها بشرعية الرئيس هادي يعتبر مشروع فاشل مع سبق الإصرار ، نفس سيناريوا أحمد الجلبي والأمريكان بالعراق ، وكرازاي بأفغانستان ، والانسحاب الأمريكي المذل من الصومال ، سنشاهده في اليمن ، استماتة السعودية على اقتحام العاصمة عدن وتسليمها لهادي كرازاي سيكون مصيره الفشل والهزيمة ، لأنه مشروع يعارضه شعب جنوبي وليس قيادة فقط .

الشعوب دائما لا تهزم في أوطانها ، قد تتعثر وقد تسقط في لحظة ضعف ، ولكنها دائما تنهض مرة أخرى وتعود أشد قوة وبأس ، الرهان على الأدوات الانتهازية التي لا ترى سوى المال هدفا لها والسلطة مجرد وسيلة استثمارية نهايتها معروفة ، واستثمار تلك القيادات لمعاناة ومأساة شعبها من أجل تحقيق مصالح شخصية نهايتها في مزبلة التاريخ .

ان جر الجنوبيين إلى معارك جديدة خارج أراضيهم بالشمال مع عدم وجود حاضنة شعبية وانتفاضة مسلحة ضد مليشيات الحوثي الإيرانية يعتبر إستنزاف ومؤامرة ، الهدف منها تدمير القوات المسلحة الجنوبية والنيل منها من أجل تنفيذ أهداف سعودية خاصة في الأراضي الجنوبية .

هل دخلنا بالعد التنازلي بين السعودية والمجلس الإنتقالي الجنوبي قبل المواجهة المباشرة فيما بينهما في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة ، هل تمادت المملكة في غيها ضد الجنوبيين قيادة وشعب ، وبالتالي نستعد لمرحلة ما بعد التواجد السعودي .