د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
مفارقات محزنة أين كنا وكيف أصبحنا ؟!!
1- وصلتني رسالة مصورة على الواتس اب اختزلت واقع الحال في شبوة لمشهد قام بتصويره مجموعة من الأطفال الصغار يمثل بسخرية لاذعة مشاريع التنمية في شبوة التي يتم تنفيذها في عهد محافظها الاخواني محمد صالح بن عديو وطاقمه الإداري والفني وقد نقل الأطفال الصغار صورة حية لمعاناة أهالي نصاب مع مشكلة المجاري التي تطفح في الطرق كالسيل ثم وقفوا أمام بحيرة من المياه القذرة والآسنة ومدوا حبلا بين طفلين بعرض البحيرة الآسنة يمثل شريط الافتتاح وفي مشهد تمثيلي حضر الأطفال يتقدمهم واحد منهم يمثل بن عديو وأركان ادارته في شبوة وهو يقص الشريط الأحمر إيذانا بتدشين المشروع !!
هكذا هو واقع الحال اليوم في شبوة في باطنها بحيرا ت من النفط ينهبها اللصوص وفي شوارعها تطفح المجاري
انها صورة رمزية تمثل الواقع المزري الذي وصلت اليه شبوة في عهد الاخوان الذين يسيطرون على مفاصلها وثرواتها الضخمة التي تنهب علنا وتذهب الى غير أهلها خارج الجنوب !!
2 - في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز :
تجول المنادي في الشوارع وهو ينادي ويقول:
من يريد الزواج .. زوجناه ..من يريد أن يبني بيتا .. بنيناه له !!
من عليه دين قضيناه له ،من يريد أن يذهب إلى الحج أو يعتمر أخذناه ..مثل هذه العبارات لم تقل في عصرنا الحالي ولا في عصر النهضة الأوروبية !! ولم تقل في الدول الغنية !!
الذي أمر بها أن تقال هو : الخليفة الذي مات وعمره 40 عاما فقط
إنه الخليفه الأموي : عمر بن عبد العزيز رحمه الله
جاؤوا إليه بأموال الزكاة .. فقال : أنفقوها على الفقراء فقالوا : لم يعد في أمة الإسلام فقراء ..قال لهم : جهزوا بها الجيوش . قالوا : جيوش الإسلام تجوب الدنيا !!
قال لهم : زوجوا بها الشباب . فقالوا : من كان يريد الزواج زُوِجناه ، و بقي مال !!
فقال لهم : اقضوا الديون عن المدينين فقالوا قضيناها وبقي مال فقال لهم : انظروا إلى ( النصارى واليهود ) من كان عليه دين فسددوا عنه .. ففعلوا وبقي مال !!
فقال لهم : أعطوا أهل العلم .. فأعطوهم وبقي مال !!
فقال لهم مقولته الشهيرة:
اشتروا قمحاً وانثروه على رؤوس الجبال حتى لا يقال : جاع طير في بلاد المسلمين !!
هكذا كنا أمة عظيمة وعندما خرجنا عن مسار ديننا السليم أصبحنا نقتل بعضنا بعضا !!
أوردت هذه القصة للعبرة وأين كنا بالأمس وأين أصبحنا اليوم ؟؟! وحتى يعرف الناس أن المسلم والمؤمن السليم ليس من رفع الشعارات الدينية وتدثر بالإسلام وقصر ثوبه وأطال لحيته بل الإسلام دين وسلوك وحياة شريفة عادلة لا مجال للمحتالين واللصوص فيها كما يفعل لصوص الإصلاح اليوم في اليمن باسم الإسلام ؟؟!!
3 - قال الأديب محمد الماغوط:
_من الغباء أن أدافع عن وطن لا أملك فيه بيتاً.
_من الغباء أن أضحي بنفسي ليعيش أطفالي من بعدي مشردين.
_من الغباء أن تثكل أمي بفقدي وهي لا تعلم لماذا مت.
_من العار أن أترك زوجتي فريسة للكلاب من بعدي.
_الوطن حيث تتوفر لي مقومات الحياة، لا مسببات الموت، والانتماء كذبة أخترعها الساسة لنموت من أجلهم!
_عندما يبتلى الوطن بالحرب ينادون الفقراء ليدافعوا عنه، وعندما تنتهي الحرب ينادون الأغنياء ليتقاسموا الغنائم
{عليك أن تفهم أن في وطني تمتليء صدور الأبطال بالرصاص وتمتليء بطون الخونة بالأموال}،
{في وطني يموت من لا يستحق الموت على يد من لايستحق الحياة}
د . علوي عمر بن فريد