محمد صالح عكاشة يكتب:
ظهور فئة الغلوا والتطرف
عندما كنا شباب نتابع أخبار الفن والأعمال الفنية المختلفة لم نكن نعلم أن الفنانين المشاركين في عمل فني واحد لهم عدة إتجاهات مذهبية ودينية ولم تظهر في أعمالهم لإنهم لم يتخذوا الدين وسيلة للشهرة إنما أتخذوا الفن وسيلة للوصول إلى قلوب الجماهير...
دعونا من كلمة مبتدع وضال فلم نرا هذا التوجه في أعمالهم فقد جائوا للفن وإسعاد الجماهير حتى نعرف فقط تاريخ ظهور التمذهب وفكر الإبتداع....
فقد ظهر في تاريخ الإسلام مبكرا لكنه لم يكن مؤثرا كالذي هو حاصل اليوم..
وكذلك ظهر في تاريخ المجتمعات المسيحية وكان بارزا أكثر مما هو موجود في الإسلام..
ظهر من الفنانيين والكتاب والأدباء والشعراء على مر التاريخ الإسلامي الحديث والقديم الكثير منهم الذين أجتمعوا تحت راية واحدة هو الإبداع والثقافة ..
ظهر المسيحيين الأرثوذكس..
والعلويين والإسماعيليين الشيعة..
وظهر الدروز والصوفيين..
وظهر السنيين...
في أعمال أدبية وفنية موحدة وجميعهم يمسكون بأيدي بعضهم وقلوبهم على بعض..
لم يقل أحدهم انا علوي أو إسماعيلي أو مسيحي أو سني أو صوفي جمعتهم الإخوة الإنسانية جمعتهم الإخوة في الجنس البشري ..
جمعتهم المبادى وأن الأنسان أرقى من أي مذهب...
رأينا الصوفيين في المساجد لم تكن دعوتهم للكراهية ظاهرة رغم منهجهم المختلف عن منهج السلف...
ولم يكن ناقديهم ممن حملوا فكر السلف الصالح كانوا غليظين عليهم إلى درجة وصفهم بالزنادقة...
فكر السلف الصالح يقول أن هؤلاء لايعلمون يجب تعليمهم...
من هنا وصلت الكراهية ذروتها بين المذاهب والأديان وهي عدم الدفع بالتي هي أحسن..
كيف تستطيع أن تقنع الصوفي أن القبر الذي في مسجده بدعة وضلالة هل ينبش القبر دون الدعوة.. هذا العمل الذي أوصلنا إلى الإرهاب المنظم..
فهل نبش علماء الأمة أمثال ابن تيمية وأحمد بن حنبل أضرحة الأوليا في المساجد أم نشروا الدعوة ودفعوا بالتي هي أحسن...
بين الأديان والمذاهب ظهرت الكراهية وكل دين وفيه متطرفين ولايعفى دين عن آخر ولا مذهب عن آخر لكن غياب العقل والتعايش هو الذي أوصلنا إلى درجة الكراهية القصوى...
مر زمان مضى لم نكن نرى هذا الإجحاف والكراهية بين المذاهب قد وصلت إلى هذا الحد ولعل مدينة عدن هي المدينة النادرة التي تكاد تخلوا من التطرف والغلوا في سني الحكم البريطاني والحكم الإشتراكي..
ففيه المساجد السنية والصوفية ومعابد لليهود ومعابد للهندوس ومسجد وحيد للشيعة..
وبعد الوحدة ظهرت الكراهية بين المذاهب والمدارس الفقهية ولأديان على نطاق واسع...
من حيث. المبدأ نرى أن الغلوا ليس في الطوائف والمذاهب أنما الغلوا والتطرف يوجد في ظهور فئة تدعوا إلى تكفير وتضليل فئات اخرى بصورة فجة وعدوانية أثرت كثيرا على نسيج المجتمعات العربية والإسلامية..