صلاح مبارك يكتب لـ(اليوم الثامن):

ناقوس إنذار !

شهدت مدينة المكلا  يوم الإثنين جريمة حرابة تعرض لها باص تابع لفرع مصلحة الجمارك بحضرموت، وقعت في شارع عام ملئ بالمحلات التجارية ومكتظ بحركة الناس والسيارات وفي وضح النهار! . 
وحسب الصورة التي نقلت من مسرح الجريمة فإن عناصر مسلحة يستقلون  سيارة نوع كرولا بيضاء اللون اعترضوا باص الجمارك في الشارع الرئيس بجانب إشارة المرور بديس المكلا وهو في طريقه لايداع مبلغ مالي في البنك فامطروه بالرصاص واصابوا إطاراته فاعاقوه عن السير وترجلوا أمام مراى من كان بالمكان لينهبوا ما بداخله من أموال تقدر ب (18) مليون ريال ثم فروا هاربين دون أن يعترضهم أحد، 
هذه الواقعة قد تبدو غريبة بعض الشىء؛ ولا تحدث إلا في الأفلام، لكن الكثير من المعاصرين يتذكرون بأن أمثالها وقعت في سنوات تهاوي النظام السابق  - في مسرحيات هزلية سخيفة مهدت لسقوط مدينة المكلا بأيدي عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، وهو ما تم بالفعل -  ثم اختفت وتلاشت تماما بعد تحريرها المبارك في 24 ابريل 201‪6م.
يعود المشهد من جديد، وتتكرر وقائعه .. فمدينة المكلا اليوم تعج بالغرباء وبحركة دراماتيكة غير طبيعية من ارتباك، وانفلات، وتسيب، و تجييش لا تخفيها عين، هدفها في الأساس العودة إلى مربع التبعية والهيمنة، وكسر إرادة الحضارم وتقويض انتصارهم والانموذج الذي قدموه في السلام والوئام المجتمعي والأمن والاستقرار الذي فرضوه في ربوع أرضهم. 
حادثة اليوم جرس إنذار لكل القوى الحضرمية الحية ونخبتها الفتية بأن تمتن وحدتها وتصطف خلف قيادتها لكبح مخططات قطعان الشر وغربانه، وأن تعزز منظومة الأمن وترفد جهوزيتها، وترفع معنوياتها وتدعم دعمًا كاملًا لتنهض بدورها ومسؤولياتها في حماية المجتمع، ففي ذلك منعة وقوة ووأد لكل مشاريع الفوضى والتخربب وحتى لا يعود زمن «التبلطج» والابتزاز وخلق المتاعب والمشاكل فذلك من الماضي الذي اسدل ستاره ويفترض أن يكون قد ولى وإلى غير رجعة.