سلام محمد العبودي يكتب:
الخوف خوف من السقوط
ألفقر هو صنو الجهل وصنو المرض, ومتى اجتمع الثلاثة كَفَرَ الشعب بالدولة, ومات في النفوس, كل شعور وطني" أدولف هتلر رئيس ألمانيا. زعيم ألمانيا النازية.
واضحٌ جليا لدى المتابعين للشأن العراقي, إنتشار الفقر رغم وصفه, من قبل الساسة أنه كذبة, ما وَلَّدَ الجهل بكل أمور الحياة, حتى بات السيطرة على عقل المواطن العراقي؛ سهلا يسيراً لا يحتاج لجهد كبير, ويبدو ذلك واضحاً فترة الانتخابات, والترويج للمرشحين بوعود كاذبة, أو شراء الأصوات, لفقدانهم الشعور الوطني.
عند اقتراب كل دورة انتخابية, نرى العجب العُجاب, فالمرشحون يجوبون المحلات السكنية, ومنتديات المناطق الشعبية, لا يحملون أي برنامج, من الممكن أن يطلق عليه( برنامج وطني), لتكون النتيجة موت الحس الوطني لدى المواطن؛ و بناءً على الخلل السياسي, وإدارته بنظام المحاصصة الحزبية, والمذهبية والقومية الخالية من نكران الذات, وعدم العمل بوطنية, من أجل بناء دولة مستقلة القرار, ذات سيادة يحترمها جميع العالم, أصبحت الدعاية الانتخابية, تؤكد على التعيين وتبليط الشارع, وقد يبيع المواطن صوته بورقة, كسعر أعلى في بعض المناطق الفقيرة.
أوصت المرجعية العليا, عن طريق منبر الجمعة مراراً, من كربلاء المقدسة, بمطالبة المرشحين, بالبرنامج الانتخابي, الساعي لبناء دولة, لا تكوين حكومة فقط حال الفوز, كون الانتخابات برلمانية, عمل من يحصلون على مقاعد, تشريع القوانين التي تخدم المواطن, إضافة لدور البرلمان الرقابي, على أداء الحكومة التي تتمخض عن البرلمان؛ لتقييم عمل الحكومة, وتقويم ما يمكن تقويمه, للوصول إلى الأداء الأمثل لها, خدمة للصالح العام.
النتائج السابقة عبر 18 عام, لم تنتج برلماناً وطنياً, يعمل من أجل الوطن والشعب, فقد كان هم أغلب الأحزاب, كيف يتم تكوين أغلبية برلمانية, هدفها تكوين حكومة, تتقاسم حقائبها أقرب ما تكون للغنائم, بعد خوض معركة الانتخابات, وكي تحافظ على ما حصلت عليه, فقد قامت أغلب تلك الأحزاب والتكتلات, على عملية التجهيل ألممنهج, ليفقد المواطن ثقته بالعملية السياسية, ويحكم على فشلها برمتها, لفقدانه التميز بين الغث والسمين, بين الفاسد والفاشل ومن يمتلك المشروع الحقيقي.
عزف أغلب المشمولين بالاقتراع, في الانتخابات السابقة عام 2018, ما جعل الساحة خالية, إلا من أغلب المتصيدين بالماء العَكِر, العاملين على تخويف المواطن من كل الأطراف؛ ليصبح الطريق سالكاً أمامهم, لتكوين حكومة تلو الأخرى, كونها لا تتلاءم ومصالحهم, ومحاولة كسب الوقت عن طريق التظاهرات, الذي جعلت من المحافظات والوسطى والجنوبية, ساحة للصراع السياسي, وحسب أجنداتٍ إقليمية ودولية, وكانت النتيجة شهداء وجرحى وفوضى عارمة.
لقد أصبح العراق بمفترق خطير, بين خيارات منها الحرب الأهلية, أو فرض حكومة طوارئ, تتصرف كيفما يرغب من يشكلها, ولا يمكن مطالبتها بخدمات أو تشريع قوانين؛ فعملها سينحصر بتوفير الأمن ليس إلا, ما يزيد غضب الشارع العراقي, وستضيع الموازنة تلو الأخرى, فلا برلمان يتابع عمل الحكومة, ولا حسيب فوقها يطالب بحقوق الشعب.
الطريق الآخر الذي قد ينقذ, العملية السياسية والوطن من الضياع, هو الانتخابات المبكرة, بعد تعديل قانون الانتخابات, وتغيير المفوضية المستقلة للانتخابات, وتحديد موعد الاقتراع, وهذا يحتاج لجهد استثنائي, من أجل توعية المواطن, وإعادة الثقة بنفسه, كونه الوحيد القادر على التغيير, اختيار الأنسب الذي يخدمه.
"إن "صعوبة المرحلة القادمة, لا تكمن في الممارسة الانتخابية بلحظتها, بقدر ارتباطها بمرحلة ما بعد الانتخابات, لذا على الجميع إطلاق رسائل التطمين, والذهاب إلى ميثاق سياسي, للوصول إلى الاستقرار ، كما نجدد حاجتنا, إلى مشروع وطني جامع". السيد عمار الحكيم/ زعيم تحالف قوى الدولة الوطني.
أبرزُ شعارٍ طغى على الساحة, شعار الدولة أو اللادولة, وللشعب الاختيار بين الاثنين, دولة تحقق السيادة للوطن, أو حكومة منقادة إقليميا أو عالمياً, إن الانتخابات القادمة, هي انتخاباتٌ مصيرية, يحددها الأغلبية التي قاطعت الانتخابات, تعبيرا لرفضها وسخطها, على الحكومات المتعاقبة.
رئيس تحالف قوى ألدوله الوطني, السيد عمار الحكيم, أخذ على عاتقه, عملية التوعية الجماهيرية, وشحذ همم المواطن وإعادة الثقة, من خلال جولاتٍ غطت معظم مساحة العراق, من الجنوب إلى الشمال, ومن الشرق إلى الغرب.
“ألبداية وخط الشروع لتحقيق التطلعات, تكمن ببناء دولة قوية ومقتدرة, يكون القانون فيها نافذا على الجميع, ومن ثم الانتقال إلى بناء الأمة العراقية, عبر الهوية الوطنية الجامعة وتحقيق المصلحة العامة“ من خطاب السيد عمار الحكيم رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية/ الموصل.
فهل سنرى الوعي الجماهيري, لطي صفحة التجهيل, التي مارسها بعض الساسة؟ مع أنَّ من المرشحين, يصر على استخفافه بالمواطن, بوعود كاذبة وسبيس شارع, خوفاً من السقوط.