صالح الضالعي يكتب لـ(اليوم الثامن):

عيدروس الزبيدي وميلاد دولة.. اعلاميون عنوان وطن

تسمو الاوطان بسمو أبناءها ، وتنهض الاوطان برقي تعليم وثقافة اهلها. 
تنبع الأخلاق من باب الروح الوطنية المكتسبة من تاريخ واصالة ذاك الوطن الضاربة جذوره في عمق الأرض. 
 
فحب الاوطان مستمد من حب الله ورسوله ، بهكذا برز عظماء افذاذ كتبت أسماءهم بماء آلذهب ، فمازال التاريخ الحديث يحاكي بطولاتهم حتى اللحظة. 
 
في جنوبنا الحبيب مسقط رؤوس الأبطال ،حيث يعد ولادا للصناديد ومنجما لرجال الرجال وللمثقفين، والحصن الحصين للجزيرة العربية ، اذا مسها لغوب ،تقافزت اسود الجنوب للدفاع عنها والذود عن حياضها لامبالية عاقبة الموقف وماسينتج عنه من تضحيات جسام.. هكذا ارتسم المشهد اليوم .
 
وطني انا وصالح ابو عوذل وعيدروس باحشوان وزيد ابن يافع وياسر علي والدكتور صدام الحاج والدكتور الحو وزيدالجمل ومحمد النقيب ونادرة عبدالقدوس وانتصار عمر خالد وياسر اليافعي وليلى ربيع وجمال الحميدي وصلاح العاقل وصلاح بن لغبر،  وصبري بن مخاشن وأحمد سعيد كرامة وصالح الدويل وجمال شنيتر وفضل مبارك واسرة باشراحيل التي قدمت وضحت بوسيلتها الأيام كي يحيى شعب ويعود وطن مسلوب الإرادة من قبل أحتلال همجي.
 
اعلاميون جنوبيون كثر، سحلتني  ذاكرتي وخانتني انيا لذكرهم ،فاطلب المعذرة منهم، 
لاسيما وان أدوارهم  كانت ومازالت تصول وتجول في ساحات وباحات وطن  مكلوم .
 
من جانب اخر وعلى صعيد متصل في الجانب التحريري للوطن المنجب للثائرين والاقحاح والذين تشربت قلوبهم بالعزيمة والقوة والصلابة، فبرزت شجاعتهم في وجه جند الاحتلال اليمني وذلك بعد اسقاط العاصمة الجنوبية عدن في 7/ 7/ 1994م ، هنا نقش جبروته جازما بان لاعودة لجنوبنا حتى قيام الساعة.. ليكذب ابطالنا الميامين، حكاية جيش عرمري قادم من البيت المقدس بصنعاء .. يطل ثوار الجنوب وعلى رأسهم الرئيس القائد عيدروس الزبيدي شاهرا بندقيته في وجه الاحتلال اليمني وذلك في عام 1996م باعلانه اول حركة جنوبية مسلحة ،سميت بحركة تقرير المصير (حتم) ،بموجبها تشكلت خلاياها العسكرية والسياسية والاستخباراتية في كافة محافظات الجنوب. 
 
ليبزغ مولود اخر في عام 1997م ومن شرق الجنوب(حضرموت). اول حركة مدنية سلمية بقيادة الزعيم حسن باعوم. 
 
توالت الأحداث وتساعرت وتيرتها قدما نحو التحرير ، لتتمخض عن ميلاد حركة عسكرية جنوبية سلمية ،(2007) . وعرفت انذاك بجمعية المتقاعدين العسكريين والامنيين الجنوبيين ، فاشتدت رقعة احتجاجاتها  في كل الجنوب ،ليظهر حراكا جنوبيا شعبيا نشطا كبركان هائج ،افقد الاحتلال اليمني توازنه .فاختلت اذرعته. ووهن عظمه، لتتواصل الاحتجاجات المليونية الشعبية في ارجاء الوطن ككل. 
 
شاءت الأقدار بان يكون الإنكسار للمحتل اليمني. عندما أعلن عن حرب ثانية ضد الجنوب (2015)، ومن جبال مران بصعدة اليمنية. ولدت الحوثية بعقيدتها الرافضية والراغبة لاخضاع الجنوبيين للقبول بها ،بعد ان استطاعت إخضاع محافظات اليمن ، فارسلت الارتال لجحافل الروافض ،وحددت بوصلتها صوب الجنوب (ابين والضالع ولحج وشبوة ). هنا كانت الصدمة المميتة لها بمقاومة اسطورية لابناء الجنوب القتالية ،والمتكللة بالنصر المؤزر، بعدظلم طال الشجر والحجر والانسان والهوية. 
 
ثم بعد هذا النصر،دخل الجنوب في مرحلة عصيبة من تاريخه التليد، ليطاله الإرهاب مجددا ويحكم سيطرته على العاصمة الجنوبية عدن ، وبهكذا فقد كان الارهاب يمارس القتل والتدمير الممنهج للكوادر الجنوبية ،اذ حول حياة آلناس الى جحيم لايطاق ، فبلغت به فتاويه الاباحية الى قتل الرجل الاول بالعاصمة الجنوبية عدن ،الشهيد القائد (جعفرمحمد سعد)  في (2016)م واصبحت عدن مدينة تسكنها الأشباح. 
 
لاخيار للتحالف العربي، الا الانتصار لعدن والجنوب، فبرزت الاراء بعد دراسات واستشارات ، فوقع الاختيار بتعيين القائد المقتدر، وذو حنكة عسكرية مشروطة بتاريخ نضالي، ودون منازع،اصدر قرار للقائد الميداني الجنوبي (عيدروس الزبيدي)  محافظا للعاصمة الجنوبية عدن ، وبجانبه القائد (شلال شائع) كمدير امن لها. 
 
انتصر القائد عيدروس الزبيدي  وبجانبه شعب الجنوب على قوى الارهاب ، اذ فكفكفت خلاياها وقطعت اوصالها، وشتت عناصرها، وتنفست عدن الصعداء. 
 
لم يعجب شرعية الاخوان تلك الانتصارات، فسارعت الى حقن صاحب قرار إقالة المحافظ عيدروس، ضنا منها نهاية تاريخه النضالي ونهاية قضية شعب ، لم تستوعب قوى الاحتلال اليمني باطرافه ارادة شعب تواق لاستعادة الدولة الجنوبية ،هنا كانت المفاجأة المدوية لخروج مليونية تفويضية للقائد عيدروس، هن اربع مليونيات وبهن سطع نور جنوبي جديد كحامل للمشروع الجنوبي وتحت مسمى المجلس الانتقالي الجنوبي يراسه الرئيس القائد عيدروس الزبيدي ، وعلى يديه اليوم تبنى الدولة المدنية الفيدرالية الجنوبية طوبى طوبى ،وتوضع مداميكها لبنة لبنة ،حتى يتم استعادة مؤسساتها المدمرة. 
 
في الأمس الخميس الموافق 
(12من أغسطس 2021) تم اصدار قرار من قبل الرئيس القائد (عيدروس)  قضى باصدار الجريدة الرسمية التي تمثل الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن ، بهكذا قرار قصفت جبهة الاحتلال اليمني وفي مقتل، صوبت الرصاصات الى صدره ،راينا ترنحه كطائر مذبوح من شدة الالم. 
 
عيدروس الزبيدي - رجل - دولة