صالح الضالعي يكتب لـ(اليوم الثامن):

ليلة اعدام السلطان (العبدلي) على يد شاب يمني

كثيرة هى الأحداث التاريخية التي كتبت وروت وتحدثت عن مكر وخبث أبناء الاحتلال اليمني، ووحدها الوقائع ارشفها التاريخ ليتذكرها الأجيال– فيما وصف عظماء العملاء وخونة الاوطان بأنهم أحقر الناس وارذلهم بائعوا تراب وعرض وطن ومواطن.

الحقيقة تؤكد بأن الهزائم والغزوات التي حدثت وتحدث ليس بسبب بأن جيش الاحتلال ذو قوة وباس ،كلا بل كانت بسبب العملاء والخونة كونهم قوادون وجرارون للمراحل والمرحلة التي انتكس فيها شعب الجنوب اكانت ماضية او حديثة .

يعرف عنهم بأن لاوطن لهم ولا كرامة ولا عزة أو مبداء ولهذا فإن أوطانهم الجري وراء إشباع غرائزهم وكسب المال ليس إلا ، معاناة الناس اليوم تكمن في ثلة المنتفعين والناقمين والحاقدين وهواة اللعب والرقص على رؤوس الثوار والمقاوميين والأحرار، ولا غرابة هنا لطالما وان موتهم المحقق سيكون على يد من ساقوهم إلى طريق معبد وأمن للوصول إلى غاية أولياء نعمتهم وإذ ينتهي مشوار قواد غير مؤتمن ، كما باع وطنه وقومه سيكون بيع أسياده ، هكذا تؤكد النظريات والوقائع والأحداث في أي زمان ومكان.

في تلك السطور ساقصص قصة حدثت على الواقع– واقعة ليست من نسج خيالنا أو أنها رواية من روايات الخيال– أنها حكاية دونها التاريخ وكتب عنها المؤرخون ومفادها عن إحتلال حدث للعاصمة عدن ، قبل عقود من الزمن الغابر .. تتمثل في ليلة سوداء أودت بحياة السلطان (العبدلي) على يد شاب يمني (زيدي) فارا من بطش زيدي اخر انتصر في معركة احتدمت بينهما كلا عيناه للوصول الى الكرسي الدوار .. يقول التاريخ الذي لايرحم مدونا في صفحاته بان قتالا نشب بين الاسرة الزيدية الواحدة الحاكمة تغلب فيها طرف على آخر.

وهنا لأخيار أمام المهزوم الا الفرار بعد اتخذ القرار بتصفيته ثآرا منه ، بهكذا كان الفرار وكانت الوجهة والقبلة نحو العاصمة الجنوبية الحبيبة "عدن " فيما كان السلطان (عبدالقادر العبدلي) حينها حاكما لها ، قطع الشاب اليمني المسافات حتى ولجت اقدامه عتبات ديار الجنوب وتحديدا (عدن ) وعند وصوله قدم طلبه الممهور وهو خانعا مطاطا راسه وعلى وجهه وفي عينية علامات الهزيمة والاستسلام ، بدوره رحب السلطان )العبدلي) لطلب المستجير الشاب ( الزيدي) باحتضانه واكرامه كعرف لدى قبائل الجنوب باكرام الضيف وحماية الملهوف والمستجير.

بذلك منح السلطان( العبدلي) اللجؤ للشاب" الزيدي" الذي يحمل في قلبه الضغينة لأهل الجنوب عامةوعدن تحديدا ، لم يقتصر على سلطان السلطنة العبدلية منح الشاب الزيدي الاقامة بل تعداء الأمر إلى ماهو أبعد من هذا ، إذ أنه أكرم منزلته وجعله مقربا منه ومعززا اياه بان له الراي والمشورة ، ولهذا كان الشاب يراقب الأموال التي تجمع من قبل السطان العبدلي التي جعلت لعابه تسيل، ليذهب تفكيره بالامعان على اي طريقة يمكن التخلص ممن أواه واسكنه واكرم منزلته ومن جراء تفكيره ارهقت حواسه الخمس تماما ، فلم يتوصل إلى نتيجة– تحدث التاريخ بقوله بأن الشاب (الزيدي) كان يحدث نفسه ويسئلها لماذا نتقاتل فيما بيننا وعلى ماذا نحن نقتل ونصلب بعضنا بعضا؟. وزاد: هل أرضنا تستحق منا كل هذا لطالما وإن جبالها وترابها وسهولها وهضابها لاتسواء مقتل بعير او حتى جرح كلب كونها ارض لاثروات في باطنها ولا في ظاهرهاحتى يستفيد منها الناس وعلى العكس فإنها مهلكة ومميتة وفاجرة.

أصدر السلطان (العبدلي) مرسوما يقضي باعطاء الشاب الزيدي صلاحيات واسعة مكلفا له جند لحمايته ياتمرون بامره بل جعله مستشارا له وصاحب كلمة مسموعة.

دارت الأيام ومرت السنوات الخوالي فبداء الشاب الزيدي يرسم خططه ، فكان مكره.

ذات يوم اقترح على السلطان (العبدلي) مقترحا يقول فيه سيدي آلسلطان لقد اخجلتني بكرمك وهذا من طيب اصلك وحسن أخلاقك ونبل منزلتك بين العرب – أجاب السلطان العبدلي نحن قبائل العرب نجير المستجير وننصر المظلوم ونغيث الملهوف كوننا أهل دين ولنا في رسول الله اسوة حسنة ، تبسم الشاب الزيدي واخذ يمتدح السلطان بعبارات الثناء واصفا إياه بابي الوفاء والسخى ، السلطان العبدلي قال له اطلب أيها النازل إلى ديارنا فنحن لطلبك مستجيبين ..رد عليه أيها السلطان أنت سلطاننا جميعا وطلبنا يتمثل إلى إصلاح ذات البين فبعث إلى عدوي رسول واطلب منه الصلح بيننا ، قال إلسلطان حسنا وهل أنت على استعداد أن تتنازل على ثارك من عدوك ، اجابه بلا ، لم يكن أمام الشاب الزيدي إلا كتابة رسالة إلى عدوه( الزيدي) يقول فيها : حينما ياتيك واسطة من السلطان ( العبدلي) يقترح فيه اجراء صلح بيننا فقبل ولا تتردد ، وشرح في الرسالة أسباب الصلح بينهما .أذ قال لماذا نتقاتل على ارض جدباء وجبال جرباء وهضاب مقفرة ووديان ورمال غير منتجة ، أن بلادنا لاتستحق منا كل نفس تزهق ، أن الذهب هاهنا في عدن .

أرسل السلطان العبدلي واسطته إلى الحاكم الزيدي وحين الوصول كانت الموافقة من قبله ، وفي جو فرائحي وقع بينهما صلحا على أثره عاد الشاب إلى مسقط راسه، ومن هنا أسند له تجهيز جيشا عرمرما لغزو عدن ، توجه الجيش اليمني المدعوم من قبائل الوسط والقبائل المحاذية للجنوب ومنها تعز ، وإلى الجنوب كانت وجهته وبعد تجاوز الحدود الجنوبية والتوغل في تخوم لحج ، واصل الجيش اليمني غزوته محددا هدفه سلفا وإلى "عدن " دارت معارك طاحنة بين جيش السلطان الجنوبي العبدلي والمدعوم من قبل بعض المشيخات الجنوبية وفي تخوم العاصمة "عدن " حصدت المعارك ارواح الناس ظلما وعدوانا .
وفي الشخ "عثمان " حطت رحال الجند الزيدي وفي كل زقاقها سمعت أصوات الرصاص ولعلعتها ولمعان السيوف ، فهزم جيش السلطان العبدلي وتم القبض عليه فكانت نهايته على يدي الشاب الزيدي الذي اكرمه ونعمه وتم اعدام السلطان العبدلي شنقا من قبله دون رحمة او شفقة، ضاربا بالشرع والعرف عرض الحائط– هكذا عرفناهم قوم يتنكرون للجميل الذي اسدي اليهم ، وهكذا كانت نهاية من قدم معروفا والنتيجة الماساوية.

بهكذا أحببنا إسقاط قصة السلطان العبدلي على واقعنا اليوم وعليه نتساءل هل سيتعظ هادي وشلته وبقية العملاء والخونة من أبناء جلدتنا والاستفادة منها كدرس تطبيقي لواقعة تدمي القلب وتدمع العين من هولها وبشاعتها وموت الظمير لمرتكبها، لاسيماوأن هادي كان قد تجرع من نفس الكاس حينما اوسعوه ركلا باقدامهم ودكما وشتما وهو لايملك من أمره شيئا سواء أنه يرتكن في زاوية قصيرة بمنزله في شارع الستين بصنعاء والحليم تكفيه الاشارة
إلى كل خائن وعميل . ضعوا ماكتب لكم عنوانا لقادم الأيام