مهدي عقبائي يكتب لـ(اليوم الثامن):
محاولات عبثية لتبرئة خامنئي من فتواه الإجرامية
لا يخفى على أحد عزل نظام ولاية الفقيه عن الثقافة والحضارة والتقاليد الوطنية والمياه والتربة ومختلف الأعراق والجنسيات الإيرانية.
ويعلم الجميع أن خامنئي والعديد من ملاليه المعممين ينظرون إلى إيران على أنها نعمة وغنيمة ولا يترددون في إنفاق أموال إيران وثرواتها الوطنية لأغراض الهيمنة والإرهاب.
إن تعاملهم مع حياة الشعب الإيراني يشبه تعاملهم مع اقتصاد وجغرافيا هذا البلد.
إن السياسات الشريرة للحكومة، التي يتم تنفيذها في غرفة مظلمة بمجلس الأمن القومي وغرف مظلمة أخرى بحضور خامنئي، تهدف جميعها إلى إشراك الناس بمستوى منخفض من المطالب: "مأوى سيئ للنوم، وقطعة خبز جافة وصغيرة للتغلب على الجوع، وقليل من الهواء للتنفس ورشفات من مياه الشرب".
ومن المؤسف أن الحد الأدنى من المطالب لم يتم تلبيته وأن الإجابة تأتي دائما بالرصاص.
سياسة قذرة
أتمنى أن تنتهي القصة كلها هنا. يظهر سلوك النظام في تفاعله مع كورونا أن سياسة خامنئي المستمرة ما زالت ترمي بتنين كورونا في حياة الناس.
إن إشغال الناس بالحزن على وفاة أحبائهم بسبب كورونا وإدخالهم في الدائرة المغلقة لـ "كورونا-الكابوس-الموت" لم يسمح لهم بالتفكير في وجهات نظر أخرى وتطلعاتهم المستقبلية.
احتفال المجرمين في مزاد سوق الموت
في الواقع، في معسكر الموت الذي أعده خامنئي لإيران والإيرانيين، تحدث جريمة شنيعة ضد الإنسانية. مجزرة كورونا بحق الشعب الإيراني. مجزرة ألقت بشاعتها على واقع المجتمع الإيراني ولم تثر أي حساسية لدى عملاء حكومة الملالي المجرمين، الذين يتحدثون عن ارتفاع معدل الوفيات وكأنهم يتحدثون عن أعداد وأرقام من الجماد لا حياة لها.
من يقول إن نظام ولاية الفقيه لم ينجح في تنمية البلاد وتطويرها؟ إذا لم يكن نظام الملالي قد بنى وأنشأ في أي مكان، فقد بنى مقابر للبلاد.
في هذه الأيام، أصبح عمل المجرمين من القتلة والمرتزقة يتمحور في الاستثمار في الموت. القبور المكونة من ثلاثة طوابق جاهزة لاستقبال الموتى الجدد. الطابق الأول مجاني والطابقين الآخرين يجب شراؤها مقابل 5 ملايين تومان عن طريق تسليم الطابق الأول.
يقارن سعيد خال، العضو المنتدب لمقبرة بهشت زهراء في طهران، في مقابلة مع راديو وتلفزيون الملالي، الموت الجامح في أيام كورونا بحرب الثماني سنوات ويخلص: "لم يكن شيء من هذا القبيل مسبوقاً، ولم نر مثل هذا الأمر حتى في ثماني سنوات من الدفاع المقدس، ولم نتخيل أنه في يوم من الأيام ستصل حصيلة القتلى في طهران وعدد القتلى بكورونا إلى قرابة 400 شخص" (جريدة انتخاب، 20 أغسطس 2021).
ثم يضيف في وصفه للوضع الحالي: "الوضع غريب جدا. يرن الهاتف في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل واثنين بعد منتصف الليل. اقول ألو أسمع صوت تنهد، ثم أقول أول فأسمع صوت بكاء. يقول يا سيد خال، لقد غادر والدي، لثد غادرت والدتي يا سيد خال... في الأيام الأولى للكورونا، كان معظم الضحايا من كبار السن، لكن الآن لا معنى للعمر وكبار السن ويمكن رؤيته الضحايا في أي فئة عمرية."
تبرئة خامنئي من فتواه الإجرامية
يشير هذا الوضع وعواقبه المميتة إلى فتوى خامنئي الإجرامية التي تحظر اللقاحات الأجنبية.
وبينما هذه الحقيقة واضحة للشعب الإيراني، لكن جميع عناصر ودمى الحكومة، من ممثلي خامنئي ومنظمي صلاة الجمعة في المدن والمحافظات إلى منابره المختلفة، سعوا مهرولين لتبرئة خامنئي خوفاً من نيران الغضب الشعبي وإلقاء اللوم على ضحايا هذه الفتوى، أي الشعب.
وأصبحت موضوع تبرئة خامنئي من فتواه الإجرامية القضية الأساسية للحكومة.
يقول الملا حسين إبراهيمي في صلاة الجمعة في مامونية: "تريد وسائل الإعلام الأجنبية التابعة للقوى المتغطرسة والمحتلة تصوير إيران وكأنها الدولة الوحيدة التي ابتلت بانتشار كورونا والموت، كما تحاول هذه الوسائل الإعلامية وعملائها تشويه تصريحات قائد الثورة حول منع استيراد اللقاحات المصنوعة في الولايات المتحدة وبريطانيا... يقول البعض لماذا تقومون بتسييس موضوع اللقاح؟" (إيرنا 20 أغسطس 2021).
ويقول الملا علي حسيني بور في صلاة الجمعة بمدينة خمين:
"إن الدعاية السلبية ضد اللقاح المنتج في إيران مؤامرة جديدة لأعداء النظام الإسلامي، ويجب على الناس أن يقظين وألا يقبلوا أي كلمة" (ايرنا، 20 أغسطس 2021)
بداية العد التنازلي
يكافح المنتفعون والطفيليون والطبول الإعلامية لخامنئي في كل مدينة ومحافظة، خوفًا من غضب وكراهية الناس، لتبرئة خامنئي من عواقب فتواه الإجرامية، ويحاولون التهرب من نتائجها بخدع الملالي المعروفة، لأنهم يعلمون أنه بسقوط عمود الخيمة لن يطول الأمر كثيراً حتى تسقط الخيمة بأكملها.
وبالطبع، هؤلاء المجرمين يعرفون أنهم بصراعاتهم الكلامية هذه يشبهون كثيراً الغريق يتشبّث بكلّ حشيش.
والحقيقة هي أن العد التنازلي لسقوط الملالي قد بدأ.