سلام محمد العبودي يكتب لـ(اليوم الثامن):

شرف الفوز والانتخابات المبكرة

" ألرغبة في الفوز تولدُ في معظمنا, وإرادة الفوز مسألة تدريب, أما أسلوب الفوز فمسألة شرف" مارغريت تاتشر/ سياسية – رئيسة وزراء بريطانيا 1996- 1990.

كل من يرشح لعضوية البرلمان, يرغب بالفوز وهو أمر جيد, إن كان المرشح متأكداً من امتلاكه, الكفاءة والنزاهة والمقدرة على الإقناع, وأن يعاهد المواطن لذي ينتخبه, بالإخلاص في العمل ولا يستعمل الطرق الملتوية.

المواطن عليه أن يعي جيداً, أنه في الانتخابات البرلمانية, لا ينتخب رئيسا لمجلس الوزراء أوزيرا, أو مديراً عاماً في أي دائرة, وإنما ينتخب عضواً في البرلمان العراقي, مهمته تشريع القوانين, التي تصب بمصلحة الوطن والمواطن, والشق الثاني من عمله, الرقابة على أداء الحكومة, والعمل على تقييم أداءها, وكشف السلبيات من أجل التقويم, وليس للتشهير من أجل استلام الرشوة من الفاسدين, فيصبح أكثر فساداً منهم.

قبل يوم التصويت, حيث يقف المواطن في كابينة الاقتراع, يجب أن يعلم جيداً, أن خالقاً يعلم ما لا يَراهُ أحد, ويتذكر وصايا المرجعية العليا, التي وضعت ثقتها بالمواطن, بعد أن فقدت ثقتها بأغلب الساسة, فأوصت بعدم انتخاب المرشح الفاشل والفاسد, وخصوصاً من تم تجربته, ومن هو معروف من الجدد, بفساده في عمله, وقانون الانتخابات الجديد, قد حدد دوائر.

لدفع مهاترات التزوير وتأخير النتائج, وضع السيد عمار الحل في خطابه, بمناسبة شهر محرم حيث قال:"  إنّ المفوضية العليا المستقلة للانتخابات, تقوم بجهد كبير لإجراء الانتخابات المبكرة, يستحق منا كل التقدير والاعتزاز والدعم والإسناد؛ وعليها إعلان نتائج الانتخابات خلال ٢٤ ساعة, من انتهاء عملية التصويت العام, وأن تكون عملية إعلان النتائج شفافةً ونزيهةً, لا يشوبها الشك والريبة."

ألسياسة ليست مهنة, بل هي مسؤولية كبرى, لمن يريد أن يحكم دولة, لا يؤسس لحكومة جديدة, لها نفس منهج الحكومات التي سبقته, يجب أن يكون السياسي, مجددا لتلك الدولة, في كل مؤسساتها, وأن يَنصَبَّ عمله على الخدمة, لا أن يسعى أن يكون مخدوما من قبل الشعب.

للساسة أن يضعوا نُصب أعينهم, قول الفيلسوف والحكيم اليوناني سقراط" إذا وُلِيتَ أمراً أو منصباً, فأبعد عنك الأشرار, فإنَ جميع عيوبهم منسوبةً إليك." ولذلك فيجب أن لا نقرب من جُرِّب سابقاً, ولم يعبأ بما فعل الفاسدون.

يبقى العمل السياسي والترشيح للبرلمان, ليس رغبة تنتهي بمجرد الفوز, بل هي ممارسة عملية, لشرف الكلمة التي أعطاها لمًنتخبيه.