عدنان برجي يكتب:
رسالة لبنان لمن يريد دعمه في محنته الإقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة
عدنان برجي
/ مدير المركز الوطني للدراسات/ لبنان
بيروت في 1/9/2021
أمام الأزمة الّلبنانية المستفحلة اجتماعيًا ومعيشيًا وسياسيًا، تنشط هيئات وجمعيّات وأحزاب وشخصيات عربيّة وإقليمية، وفي مقدّمها "المؤتمر العربي العام" الذي دعا الى الملتقى العربي" متحدون من اجل لبنان المقاوم للحصار والاحتكار والفساد" في 10 ايلول/ سبتمبر الحالي، للتحرك دعمًا للبنانيّين في أزمتهم غير المسبوقة وربما الفريدة من نوعها في العالم، فما هي مطالب الّلبنانيَين المستقلّين من إخوانهم وأصدقائهم، ومن أحرار العالم؟.
بداية لا بد من توجيه الشكر الجزيل لكل من يبادر الى دعم الّلبنانيّين في ازمتهم البالغة الصعوبة التي نتجت عن تحالف عميق، وطويل الأمد، ومستمر حتى هذه اللحظة، بين فاسدي الداخل من الطبقة الحاكمة والمتحكمة بالبلاد قسرًا منذ أكثر من ثلاثة عقود، وبين حكومات غربيّة لا تهتم الا بمصلحة العدو الصهيوني وفي مقدّمها الحكومات الأميركيّة المتعاقبة.
خطوات الدعم المطلوبة هي:
1- الضغط على الحكومات من أجل التمرد على القرار الأميركي بفرض الحصارعلى الّلبنانيّين بذريعة "قانون قيصر" الظالم والغاشم والمناقض لمواثيق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان. ان فتح الحدود بين لبنان وسوريا هو من بديهيات تنشيط الحركة الاقتصادية بين لبنان وسوريا والدول العربيّة كافّة.
2- مساندة النقابات القانونيّة واتحاداتها العربيّة، للجمعيّات القانونيّة اللبنانيّة في سعيها لاسترداد الأموال المنهوبة التي قام بتحويلها الى المصارف الأجنبيّة كبار المصرفيّين اللبنانيّين وكبار اركان الطبقة الحاكمة.
3- عدم تقييد حرية السفر على الّلبنانيّين أو بعضهم، مع الحفاظ القوانين المرعيّة الإجراء لكل بلد. فالّلبنانيّون وان كانت الطبقة الحاكمة لهم تتنازع السلطات من منطلقات مذهبيّة وطائفية، بل انها تعمل على تغذية النعرات الطائفيّة والمذهبيّة، فإن ليس بمقدور اي جهة سياسيّة لبنانيّة ان تحتكر تمثيل جميع أبناء طائفتها.
4- المساعدة في حل مشكلة الكهرباء والمحروقات، بتوفيرها من دولة الى دولة، وإلزام الدولة اللبنانية باسترجاع تجارة النفط من الشركات الاحتكارية وجعلها مسؤوليّة الدولة اللبنانيّة.
5- ارسال وفد دائم من الجامعة العربية يواكب المجلس النيابي اللبناني لإقرار قانون انتخابي يحترم مقررات اتفاق الطائف الذي اأصبح دستورا للبنان منذ ثلاثين عامّا لكن لم تطبق الطبقة الحاكمة كامل بنوده.
6- لقد كانت بيروت مركز المؤتمرات العربية، ويجب ان تبقى على الرغم من الظروف الاقتصادية والحياتية الصعبة، وعليه نتمنى على جميع الهيئات والجمعيّات والأحزاب والاتحادات والنقابات تنظيم مؤتمراتها المقبلة في لبنان.
7- عدم الأخذ بالشائعات الإعلامية، والاستمرار في الحركة السياحيّة العربيّة باتجاه لبنان، فالّلبنانّيون معروفون بحسن ضيافتهم، وبحبهم لأشقائهم، وهم يُبدعون على الرغم من قساوة الأوضاع.
8- السعي لتأمين ما أمكن من ادوية وأمصال ومستلزمات استشفائية وطبيّة، وتجاوز كل حصار مقنّع مفروض على هذه المواد.
9- توفير منح للدراسة الجامعيّة والثانويّة في الأقطار العربيّة لمن لم يعد باستطاعة ذويهم اكمال دراستهم.
10- دعم القطاع التربوي والتعليمي بالقرطاسية على انواعها وبالمحروقات على ابواب العام الدراسي
11- تقديم التبرعات العينيّة من خلال الجمعيّات الأهلية المستقلّة عن الطبقة الحاكمة ومن غير المرتهنين الى الدول الأجنبية كبعض جمعيّات المجتمع المدني، التي تبيّن ان بعضها اكثر فسادًا وأعمق ارتباطًا بالأجنبي من الطبقة الحاكمة نفسها.
12- مؤازرة لبنان في وقوفه ضد الأطماع الصهيونية المدعومة أميركيًا لا سيما تلك المتعلقة بمخزون النفط في مياهه الإقليميّة، ومساندته في السعي لتحرير ما تبقى من ارضه المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر.
13- أخيرًا ، ان الصديق والشقيق يُعرف عند الضيق ، والّلبنانيّون الذين واكبوا وساندوا كل بلد عربي في فترات متعددة من تاريخه، سيكتبون بعرفان كبير أسماء من يساندهم ويقف معهم في محنتهم. ان لقمة العيش تسمو على الاعتبارات السياسية الآنيّة، وكلنا أمل في ان يكون الأشقاء العرب والأصدقاء الدوليين سباقين في مد يد العون والمؤازرة بالفعل وليس بالبيان فقط. مع اشارة أخيرة الى ان في لبنان أشقاء فلسطينيين وسوريين يعانون كما يعاني اللبنانيون، وكل دعم يصل الى لبنان يستفيد منه جميع الأشقاء المقيمين على ارضه.