صالح الضالعي يكتب لـ(اليوم الثامن):

ثورة (البعاع) في جلباب (الجياع)

ات كاتمة للصوت ، مسلحون ملثمون، ايادي قابضة على الاحجار ، اطارات منتهية الصلاحية، شعارات عنصرية ، لحى كثة قلوبها مليئة حقدا قادمة من الشمال، مستوطنون يمنيون (٤٨) يحملون كرها على المشروع الجنوبي ، بترول معدوم ولكنه حاضرا في أوقات إشعال الحرائق، قنابل صوتية مدفوعة الثمن ترمى على الاطقم ، قطع الطرقات ، ممارسة البلطجة على المواطنيين ، مهاجمة المحلات التجارية ونهبها.

لا تستغرب حينما يدعي الاشقياء الماجورين ، ولا غرابة أن يطالب مستوطن شمالي واخر نازح رحيل الضالعي عن عدن ، لاتتعجب حينما تسمع لصا من لصوص الاخونجية الأشبه بالغوريلا ونكون هنا ظلمناها كونها الاجمل وجها من ذاك الذي يصف الآخرين بالقرود ، ولكن الأمر من كل هذا وذاك أن ترى شاذا ينبراء محدثا الناس عن الطهارة ويدعوهم للانتفاضة ، ناصحا ترديد التكبيرات وكأنه في غزوة أحد، تلك الخصال انفة الذكر استخدمت بما أسموها ثورة(الجياع) بينما الجائع الحقيقي يرتكن في زاوية منزله داعيا الله بأن يفضحهم ويفضح كل من له علاقة بتعذيبه .

إن تقطع طريقا على عابر سبيل لاذنب له بما يحصل ،ربما أنه الأشد تضررا من حامل السلاح والقنبلة الصوتية والحجارة ودبة البترول المجهزة للاحراق ، وصاحب اللسان البذيئة ، والمستوطن اليمني الحاقد ، وكعابيل الميسرة والميمنة .

شرعا من قطع طريقا يخضع لتطبيق الحدود دون تردد ، قطع الأيدي والارجل من خلاف ، عبرة وعظة لمن لا يعتبر أو لمن لايفقه، فكل نفس بما كسبت رهينة، وهكذا حدود الله ، فما بال أولئك البعاع الذين يدعون أنهم جياع ،ففي مصطلحات قاموسهم الاباحية لكل شي ، وان أزهقت الأرواح ونشرت الفوضى لاخافة الامنين في منازلهم وعابري الطرق، لقد كانت لهم تجارب سابقة في ممارسة القتل والإرهاب والتقطع ، حدث ذلك في ٢٨ اغسطس ٢٠١٩ م ،اذ مارسوا الحرابة والتقطع على الناس بالهوية ، فلم يحترموا نساء وشيوخ واطفال الا وسلبوهم مايملكون إن لم يقتلونهم، حينها لم نسمع للناعقين إدانة أو شجب واستنكار ، لقد غاب عنهم الخجل أو الوجل أو الحياء بهكذا كانت ثوريتهم اليوم "البعاع" في جلباب "الجياع".

لايمكن بأي حال من الأحوال أن يكون اللص والقاتل وقاطع السبيل ثائرا ولو بدل جلد اخر ، فاللص لصا والقاتل قاتلا وقاطعا للسبيل الى أن يطبق فيهما حدود الله، من هنا ممكن أن نتحدث عن التوبة .

يمارسون الحرابة ويسمونها ثورة ، ربما أن الضرورات تبيح المحظورات من وجهة نظر قاعدتهم غير الشرعية، قولوا لهم أن الشعب الجنوبي جله جائع وإن من يدفعون بهم لممارسة أعمالهم الهمجية هم من يقفون وراء معاناتنا ، هم من يقطعون رواتبنا، هم من يغسلون الأموال والمضاربة بالعملة لمضاعفة الامنا واوجاعنا، قولوا لهم أن الضالعي هو الأكثر مرارة ومع ذلك يقدم روحه على طبق من ذهب في مواجهة المحتل اليمني باطرافه المتعددة من روافض وخوارج وخوانق، الضالعي هو الأشد جوعا في منزله وفي جبهات القتال ، لكننا لم نسمع يوما منه كلمات نابية ورذيلة في حق من يعاديهم أو يشتمهم .

وراء عجلة مستوطن أو نازح شمالي يقف بلطجي أو لص مدعيا بتضوره جوعا ، بينما يده ممسكة سلاحا وحجرا وإطارا وبنزينا ، تلك هى الثورة في قاموسهم الخبيث .

كلنا جياع وكنا نتمنى من الادعياء ممارسة الحقوق المشروعة بالطرق المشروعة ، أن تتخذ من انتفاضات الشعوب طريقا حضاريا لانتزاع حق مكتسب ، كما أن معرفة العدو الحقيقي لتصوب هدفك في انتفاضتك نحوه ، ولكن من المعيب ترك الجلاد وتبرءته ويعد هذاجرما وقبحا والاقبح بأن تضحي بوطن ومواطن وتجعل الضحية كبش فداء لمن قتلك وسلب ثروتك واستباح دمك وهمش واقصاء أبناء وطنك..اذهبوا بعيدا فلم نعد نطيق كذبكم وهرطقاتكم وكفى .