مسعود احمد بيت سعيد يكتب لـ(اليوم الثامن):
اليمن.. ٢٦ سبتمبر ذكرى عزيزة
يصادف اليوم الذكرى التاسعة والخمسين لقيام ثورة ٢٦ سبتمبر المجيدة سنه ١٩٦٢ ضد الحكم الملكي الإقطاعي الكهنوتي . كانت اليمن ترزح تحت ثالوث الفقر والجهل والمرض . والتخلف الإقتصادي والاجتماعي والسياسي . تلك كانت السمة البارزة للحكم الاستبدادي الرجعي . ومع صعود المد القومي التحرري والنهوض العارم لحركات التحرر الوطني في القارات الثلاثة آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية المتحالفة مع قوى التحرر والتقدم العالمية وبوجود المعسكر الاشتراكي وبعد النتائج التي نتجت من هزيمة النازية في الحرب العالمية الثانية . انعكست تلك التطورات على كل شعوب الارض فاتحة عصرا جديدا للتحرر الوطني و الاستقلال .
قامت الثورة اليمنية بقيادة المشير عبد لله السلال وبالتفاف القطاع العريض من الجماهير اليمنية ضد حكم الأئمة الاستبدادي . كانت المملكة العربية السعودية اول المتدخلين لمساندة الحكم الملكي الرجعي . مما اضطر جمال عبد الناصر التدخل لنصرة الثورة اليمنية تلبية لنداء الجمهوريين حيث ارسل حوالي أربعين الف جندي .وقد حسمت المعركة لصالح الثورة والحكم الجمهوري والتي اصبحت قاعدة لمساندة ثورة ١٤ اكتوبرالخالدة في الجنوب ضد الإستعمار البريطاني واعوانه . حتى نالت الاستقلال الوطني بقيادة الجبهة القومية في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧ " من المفارقات العجيبة ان حلفاء الامس هم اعداء اليوم والعكس صحيح " قامت ثورة ٢٦ سبتمبر للتخلص من حكم : هو الأكثر تخلفا ورجعية في عموم المنطقة العربية وفتحت الطريق لبناء يمن جديد . متى سيستفيق الشعب اليمني بكافة مكوناته السياسية والاجتماعية والثقافية لوقف حد لهذا النزيف الذي يحصد الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء . متى سيدرك اليمنيين ان طرفي الصراع المدعومين إقليميا لا يحملان مشروع وطني شامل.
ان ذكرى ثورة ٢٦ سبتمبر يجب أن تكون مناسبة لوقفة وطنية شاملة ومراجعة صادقة وجاده ، تستجمع فيها كل القوى الوطنية قواها وتشق مجرى نضالي جديدا قادرا على اخراج اليمن كل اليمن من صراع المحاور العبثية التي لا علاقه لها بمصلحة اليمن واستقراره وتقدمة الاجتماعي مهما ارتدت من أشكال وتقمصت من أدوار ورفعت من شعارات.