مسعود احمد بيت سعيد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الـ14 من أكتوبر اليوم الخالد حين هتف الشعب "برع يا استعمار"

تحل علينا   الذكرى الثامنة والخمسين   لقيام ثورة ١٤ من اكتوبر ١٩٦٣ والتي انطلقت من  على قمم وسفوح  جبال ردفان،  بقيادة التنظيم السياسي الجبهة القومية الفرع اليمني لحركة القوميين العرب  ضد الاستعمار البريطاني .

وحملت القيادة فكرة القيام بالثورة إلى قيادة الحركة في بيروت وقد  أحدث هذا الاقتراح انقسام في الصف القيادي للحركة حيث  وقف جورج حبش ووديع حداد مع الكفاح المسلح بينما  اعترض محسن ابراهيم ونايف حواتمة ، حيث كانوا حينها أكثر ميلا إلى حزب العمال الاشتراكي  بقيادة عبدالله الاصنج ومشككين  في قدرة التنظيم على قيادة الجماهير وفي جدوى الكفاح المسلح ، ومن المؤمنين بالنضال السلمي الديمقراطي وبقوا على تلك المواقف حتى اللحظات الأخيرة .  

 انخرطت معظم المكونات الوطنية  في مواجهة المحتل البريطاني ،  وإذا كانت الجبهة القومية هي التنظيم الذي  ينسب له  الفضل والسبق   في التقاط الظرف الثوري وممارسة الكفاح المسلح والعنف الثوري بشكلا منظما .

  فإن التاريخ يحفظ للتنظيمات الأخرى مكانتها في تلك الملحمة التاريخية حيث ساهمت وفق إمكاناتها ورؤاها وقناعاتها  السياسية .

 وبتضحيات واصرار كل القوى الوطنية وبمساندة كل القوى التقدمية في الأمة العربية   توجت الحركة الوطنية اليمنية  نضالها الثوري  بالانتصار التاريخي في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧ . ويومها ردد اليمنيين اغنية ثورية شهيرة بصوت محمد محسن عطروش برع استعمار برع من ارض الأحرار برع .. وهي من كلمات الشاعر عمر عبدالله نسير  وتعتبر من الاغاني التي ساهمت في رفع الوعي الشعبي لمقاومة الاستعمار البريطاني   "من الذي لم تطربه وتشجيه وتنعش احاسيسه الوطنية "  لقد فتحت ثوره ١٤ اكتوبر  مرحلة جديدة امام الشعب اليمني و كل شعوب المنطقة في  التحرر الوطني من الوجود الأجنبي .

 وكانت بحق قلعة ثورية ملتزمة بواجبها القومي والاممي تجاه قضية التحرر الوطني من كل أشكال الاستعمار والاضطهاد  .  لقد كان انتصار ثورة أكتوبر  تعويضا نفسيا ومعنويا  وماديا عن الهزيمة العسكرية التي تعرضت لها  الأمة العربية  من جراء  نكسة  حزيران .

حيث أعطت  بانتصارها  املا جديدا وتأكيدا جديد بأن الأمة العربية قادرة على الانتصار رغم المحن،  وعززت  يقين  كل الوطنيين بامكانية هزيمة المستعمرين الامبرياليين  وتحدي وجودهم رغم  كل الصعوبات والمعوقات   .لقد شكلت ثورة  ١٤ اكتوبر مرحلة مجيدة في تاريخ النضال الوطني للشعب العظيم وهي تتويج نوعي لنضاله  الوطنية عبر التاريخ  في سبيل الحرية  الإستقلال  والكرامة الوطنية والتقدم الإجتماعي .حيث  أدركت الجماهير  وقواها الطليعية في الجنوب العربي مبكرا  عقم الوسائل والأساليب السلمية في مواجهة المستعمرين وتولدت وترسخت  القناعة بالكفاح المسلح أسلوبا وحيدا لطرد المحتلين  بعد فشل كل الأساليب الأخرى .  من الذي لا يذكر دور  فيصل عبداللطيف  وقحطان الشعبي وسالم ربيع علي وعبد الفتاح إسماعيل  وعلي عنتر وصالح مصلح وعلي ناصر محمد وعلي سالم البيض  والقائمة تطول . من الذي لا يذكر غالب راجح لبوزه اول شهيد في الثورة  من الذي لا يذكر الاف الشهداء الذي قدموا أرواحهم في سبيل استقلال  وطنهم  وآلاف المناضلين والمناضلات  الذين شاركوا ببسالة في تلك العملية الثورية  . سبق قيام ثورة ١٤اكتوبر انتصار ثورة  ٢٦ سبتمبر في الشطر الشمالي والتي تحولت إلى قاعدة  ثورية لمساندة الثورة في الجنوب  مما يؤكد تلاحم الثورتين المجيدتين ووحدة  وترابط أهدافها  .واليوم اذ تحتفل الجماهير اليمنية ومعها كل جماهير  العربية بهذه مناسبة العزيزة والغالية  في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها  اليمن والامة العربية فهي فرصه  لوقفة تاريخية جادة  امام مايجري  واستخلاص الدروس والعبر وفاءا لشهداء ثورة اكتوبر المجيدة  وكل شهداء الحركة الوطنية اليمنية  . وهي دعوة لكل القوى الوطنية والتقدمية  ان تتحمل  مسؤولياتها التاريخية   تجاه هذا الشعب العظيم الذي سطر بكفاحه  آيات البطولة والفداء .من أجل رسم خيارا بديلا يحقق الأهداف التي سألت في سبيلها الدماء الشريفة  على ثرى هذا الوطن الطاهر .

تحية لكل مناضلي ومناضلات ثورة ١٤ اكتوبرالعظيمة

  تحية للجماهير التي صنعت ثورة١٤  اكتوبر ، تحية لقادة الثورة الاحياء والشهداء،  تحية للشعب اليمني العظيم ، تحية للمرأة البطلة .

المجد كل المجد للشهداء وعاشت اليمن حرة سيدة مستقلة موحدة على طريق الوحدة العربية  الشاملة .

بقلم مسعود احمد بيت سعيد