سلام محمد العبودي يكتب لـ(اليوم الثامن):

لا تبنى الدول بحسن الظن

"لا تُحسِن الظَن حَد الغَباء, ولا تسيء الظن حد الوسوسة, وليكن حسن ظنك ثقة, وسوء ظنك وقاية" محمد الرطيان _ أديب وصحفي سعودي.

صحيح أن حُسن الظن جيد, ولكن على أن يكون بمكانه, ولا يُمنح لأي كان, مالم يقترن بالسؤال والاستفادة من التجربة, وسوء الظن قبيح ولكن, يحتاجه الشخص كي يقي السوء.

فقرة هامة قالتها المرجعية العليا, بوصاياها للمواطن العراقي, حول الانتخابات البرلمانية, فقالت" وعلى الناخبين الكرام, أن يأخذوا العِبَر والدروس, من التجارب الماضية, ويعوا قيمة أصواتهم ودورها المهم, في رسم مستقبل البلد، فيستغلوا هذه الفرصة المهمة, لإحداث تغيير حقيقي, في إدارة الدولة, وإبعاد الأيادي الفاسدة وغير الكفوءة, عن مفاصلها الرئيسة، وهو أمر ممكن, إن تكاتف الواعون وشاركوا في التصويت, بصورة فاعلة وأحسنوا الاختيار، وبخلاف ذلك فسوف تتكرر, إخفاقات المجالس النيابية السابقة, والحكومات المنبثقة عنها، ولات حين مندم.

المرجعية العليا في بيانها, بينت بوضوح نتائج الإحباط, فهو فشل أداء حكومي, ناتج عن اختيار خاطئ, من قبل برلمان بني على محاصصة سياسية, تغطي كل كتلة عن فساد الأخرى, مهيبة بالمواطن حسن الاختيار, بالبحث والتمحيص, أما من يرفعون الشعارات البراقة, ممن شكلوا تلك الحكومات الواهية, فقد صعقتهم المرجعية بوصاياها, فأساليبهم بكسب الأصوات, أصبحت مفضوحة من شراء الذمم, بمبالغ مالية, وصولاً لنصب محولات كهرباء, وأعمال مقرنص شوارع, ورحلات مدارس وغيرها, تلك الأعمال البعيدة عن عمل البرلمان.

"إذا المرء لم يمدحه حسن فعاله***فمادحه يهذي وإن كان مفصحا"/ عبد الله بن المقفع_  مُفكر فارسي ( 142- 106هجري, بيت الشعر هذا ينطبق على من باع ضميره, ليروج للفاسدين مع علمه بهم, مستغلاً حاجة المواطن في بعض الأحيان, وقلة وعي آخرين, وعدم معرفتهم للمرشح, الذي لبس لباس المستقل, الذي قضى أعواماً كسياسي, ينتظر فرصة التسلق, والتي رآها سانحة في الانتخابات.

وصلنا لنهاية هذا المقال, ولكن يجب علينا التذكير, فحسن الظن واجب, على أن لا يصل حد الغباء, فيتم انتخاب نفس الفاشلين, وترك من تسول له نفسه, ركوب موجة الانتخابات دون حياء.