صالح الضالعي يكتب لـ(اليوم الثامن):

نحن اخرجناهم وانت تدخلهم فابتسم "الزعيم" ابو فادي"

قال مصدر مقرب من الزعيم حسن باعوم بأن لقاء عقد مساء أمس  الجمعة الموافق ١٥اكتوبر ٢٠٢١ م حضره المناضل الجنوبي حسن احمد باعوم بشباب من أنصاره بمدينة المكلاء .
 
تخلل اللقاء مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بالمرحلة الوطنية الصعبة التي يمر بها الجنوب وأهله والمخاطر التي تحيط به من قبل قوى الاحتلال سواء أكانت شرعية إخوانية أو مليشيات رافضية حوثية .
 
تحدث باعوم وانصت الشباب لحديثه ، يبدو بأن شيخوخته تغلبت على جسده المذبل المصبوغ بالسمنة التي جعلت من صوته هزيلا لايفهم .
 
ترك الحديث للشباب المتقد نارا وغيرة على قضيته الجنوبية ، حماس وتحفز ومعنويات عالية تعانق سماء الحرية والكرامة والعزة .. قام شاب فطرح عليه أسئلة تتعلق بغربته وصمته طيلة ست سنوات مضت ، فيما اخر قال للزعبم وعينيه تتطاير شررا كالتنور حينما يملاء بالحطب فيتم ايقادها – قال الشاب الحضرمي المدعج بالهم الوطني الجنوبي  للاسف ماكنا يوما نحسب حساب بأن الزعيم يدخل الشماليون ونحن نخرجهم ، لياتي دور شاب حضرمي ثالت مرددا تلك الكلمات ياباعوم نحن اخرجناهم وانت تدخلهم – فرجت القاعة وامتزجت تلك الكلمات بصوت واحد للمجتمعين ، فما كان من الزعيم الا الابتسامة المغلفة بنوع من برود وخجل .
 
صمت الزعيم ابو ( فادي)  ولم ينبس ببنت شفه ، مطاطا الرأس بعد ابتسامته .
 
أنه شعب حضرموت ياسادة الذي لايقبل على نفسه المداهنة أو المساومة بالقضايا المصيرية للوطن المحتل من قبل الاحتلال أصحاب الهضبة الزيدية والمسنود بأبناء المحور المطحون أصحاب ( منزل) الذين يلوكون الأمرين من الحكم الزيدي منذ أكثر من ( ١٢٠٠) عاما .
 
ومع هكذا ظلم واستبداد الا أنهم جبلوا على الذل والهوان والعبودية ، البعض منهم وليس الكل .. ذات يوم شبهم  الامام  بالبيارة الطافحة ذلك عندما سئل لماذا تتخذ من تعز مكانا لك ' ليجيب بسخرية واستهزاء بأن تعز كالبيارة أن قمت من فوقها طفحت وهكذا كان الامام ينظر لأبناء الحالمة ، واليوم يأتي خلفاءه الأشد كرها للعروبة والإسلام ، إذ يتخذ الطائفية شعارا له وينظر للناس بأنهم زناببل ليتوج طائفته بتاجات القناديل ، عنصرية نتنة رائحتها تجاوزت الشرائع السماوية والتشريعات المدنية لبني آدم .
 
ينظر أبناء الجنوب للاحتلال اليمني  بجميع أطيافه بأنه الابشع  في تاريخنا الحديث  من خلال ممارسته صنوف القمع والقهر والإذلال والاقصاء والتهميش وغيرها من ممارسات مقيته .
 
كعادته شعب الجنوب يحاكي امجاد أباءه وأجداده المسطر ملاحم بطولية ومآثر خالدة مستوطنة ومنقوشة ومحفورة في ذاكرة الأجيال كذكرى لاتذوب ابدا ابدا .
 
وابناء حضرموت يعرف عنهم بأنهم رجال الرجال ، واسودا  تسكن عرينها،  وحين يتطلب منها ألخروج فإنها تفترس من يعترض طريقها.
 
الشعب الحضرمي الجنوبي بطبيعته جبل على السلم حين يكون السلام سائدا ، لكنه ايضا شعبا عنيدا  لايقبل الضيم على نفسه وأن كانت السالفة هدفا لعدوه .
 
ابتسم الزعيم حينما حضرت المساءلة ، يقول الشباب الحضرمي لزعيم أطلق عليه ذات يوم تشريفا لدوره النضالي ، قالوا:   نحن اخرجناهم وانت تدخلهم هكذا كانت صيحاتهم ، مبديا ابتسامته ،ممتنعا عن إجابته ، وكأنه يريد إيصال رسالة ياقوم ، ياابناء جلدتنا يكفي عتابا ويكفي لوم .
 
ان تاريخ الثورات يسطرها العظماء من مشعلي الثورات وفي خضمها تدور الرحى مطحنة أنفس ومجرحة لأخرى ، تتحرك وتدور بهكذا فمن العظماء يصلوا إلى نقطة ماء ليتوقف عن الخطى والسير قدما ، وآخرين تتعثر أقدامهم منتصف الطريق ، وقلة قليلة تواصل مشوارها حتى تتحقق امنياتها .
 
واخيرا لاتكون العبرة فيمن أوقد جمرة ،وانما العبرة في خواتيم  قطار يقطع المسافات ولم يتوقف في محطة ماء ليتزود بالمسافرين والوقود أو الفحم .
 
يازعيم نحن اخرجناهم وانت تدخلهم ، كلمات عتاب في إشارة لموكبه المعزز بحراسات مدججة بالاطقم لمرافقة موكبه الحامل للراية الجنوبية وهنا  كانت الصدمة لنا كجنوبيين مصوبين أسئلتنا كيف لمحتل قتل الشهيد الشبواني ( سعيد تاجرة القميشي)  لرفضه انزال الراية الجنوبية المرفوعة باياديه ، فما كان من جند الاحتلال اليمني الا تصويب رصاصته على قلب الشهيد, دافعا روحه ثمنا لرايته ،نفس الموقف لحدث عودة الزعيم من مسقط بموكب عرمرمي يتزين الراية الجنوبية تحت حراسات مشددة  من قبل جندالاحتلال اليمني بينماغابت قناصته  في موكب كهذا ، ولزعيم  جنوبي عائد الى وطنه - انها الراية التي تبكي المحتل وتغيضه. 
 
في زمن الاحتلال، ترفرف الراية الجنوبية  فتغيب قناصته حينما يحضر الزعماء ، وتلعلع رصاصاته  في موقف أو محفل ثوري جنوبي – أنه زمن الاحتلال اليمني البغيض.