مهدي عقبائي يكتب لـ(اليوم الثامن):

مجاهدي خلق ليست مجرد معارضة ضد نظام الملالي

منظمة مجاهدي خلق، على الرغم من إنها أکبر معارضة سياسية ـ فکرية في إيران ضد نظام الملالي وأهمها دورا وحضورا وتأثيرا على الساحة الايرانية.

 لکن سر تمييزها وبروزها يکمن في إنها ومنذ تأسيسها في عام 1965، کانت معارضة وطنية أصيلة ووفية في تعبيرها عن آمال وتطلعات وآلام وأماني وأهداف الشعب الايراني وبشکل خاص الطبقات الفقيرة والمحرومة ولم تتخلى للحظة واحدة عن إخلاصها ووفائها وحتى لم ترضخ للترهيب والتغريب بأسوأ وأقسى الانواع.

 والذي جعل الشعب الايراني يمنحها ثقة إستثنائية هو إنها وکما کانت مقارعة ومواجهة للنظام الملکي حتى يوم سقوطه فإن صراعها ومواجهتها مع نظام الملالي يسير بنفس الصورة وحتى إنها وعندما إتخذت موقفها المبدأي القاطع برفض نظام ولاية الفقيه جملة وتفصيلا.

 وعدم التصويت على دستوره الذي رأته إمتدادا لدستور النظام الملکي السابق، بل وإنها ومن باب تأکيدها الکامل على قطعية موقفها وإصرارها عليه وعلى عدم التراجع عنه فقد رفعت شعار إسقاط النظام الذي جعلته شعارها المرکزي.

 فإنها وومع دفعها ثمنا باهضا جدا لموقفها هذا لکن درب ذات الشوکة الذي سارت فيه خلال عهد الشاه لم تغيره في عهد الفاشية الدينية الفاسدة بل وحتى أصرت على مواصلة السير فيه حتى إلحاق أصحاب العمائم المشبوهة بالتاج.

موقف المنظمة هذا من نظام الملالي والذي لم تبادر الى تغييره على الرغم من مرورها بظروف وأوضاع غاية في الصعوبة ولاسيما وإنها کانت محاصرة من کل الجهات وکانت الاوضاع کلها لصالح النظام وفي خدمته.

 خصوصا بعد الصفقة المريبة التي جرت بين إدارة الرئيس الامريکي الاسبق کلينتون وبين النظام الايراني وتم بموجبه إدراج المنظمة ضمن قائمة المنظمات الارهابية.

 الى جانب إن النظام قد قام بتوظيف جميع إمکانياته السياسية والاقتصادية وإستخدامها من أجل الحيلولة دون قيام أية علاقة بين أية دولة وبين منظمة مجاهدي خلق.

 ولکن ومع کل تلك الظروف والاوضاع الصعبة فإن المنظمة ليس لم تقم بتغيير موقفها المبدأي من النظام بل وحتى إنها لم تترك ساحة النضال.

 وظلت متواجدة وقارعت النظام وهو ما جعل الشعب الايراني يعقد الامال عليها أکثر بإعتبارها الامل الوحيد لديه لتخليصها من کابوس نظام ولاية الفقيه.

بعد مرور 42 عاما على قيام هذا النظام القرووسطائي وبعد کل تلك السياسات الدولية والاقليمية الخاطئة في التعامل معه والتي ساهمت في تقويته وإبقائه.

 وبعد کل تلك السياسات غير المنطقية تجاه النضال الذي تخوضه المنظمة ضد النظام بشکل خاص، وضد النضال الذي يخوضه الشعب الايراني ضد النظام بشکل عام.

 فإن بلدان المنطقة والعالم قد توصلت الى قناعة کاملة بأن هذا النظام يشکل خطرا وتهديدا علب السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم ومن الصعوبة التعايش معه والسيطرة عليه.

 وهذا الموقف هو بالاساس رأي ووجهة نظر حصيفة طالما أکدت عليها منظمة مجاهدي خلق وأعلنت للمنطقة والعالم أجمع.

 وهذا ماجعل النظام عموما والطاغية خامنئي خصوصا يشعر بالخطر والتهديد الذي تمثله المنظمة ومن إنها ليس مجرد معارضة عادية وتقليدية ضد النظام بل إنها ومن خلال دورها وتأثيرها الاستثنائي في داخل إيران وعلى الصعيد الدولي والبرنامج السياسي النوعي الذي تحمله والذي يتضمن حلولا ومعالجات لکل ما يعاني منه أو يحتاجه الواقع الايراني.

 فقد تيقن نظام الملالي بأن مجاهدي خلق قوة سياسية ذات عمق مبدأي ليس يٶمن بالتغيير وإسقاط النظام فقط وإنما قام بالمضي قدما لتحقيق ذلك عمليا.

 وإن إلتفاف الشعب حول المنظمة ومن إنها قد قادت أقوى إنتفاضتين شعبيتين عارمتين ضده وماباتت تکتسبه من تقدير وإحترام على الصعيد الدولي.

 کل ذلك جعل منها ليس تبدو کبديل للنظام بل إنها أثبتت إنها فعلا کذلك وإن حالة التخبط الهستيرية في النظام وفقدان الطاغية خامنئي لصوابه من جراء ماقد حققته وتحققه المنظمة من إنتصارات ومن تقدم سياسي وشعبي جعله کالغريق الذي يتشبث ولو بقشة من أجل عدم غرق نظامه في بحر السقوط.

 وذلك عندما قام بتنفيذ سياسة الانکماش وتنصيب السفاح الارعن ابراهيم رئيسي على رأس النظام بحيث يمکن القول بأن الطاغية خامنئي في مسعاه العبثي والفاشل هذا أشبه بذلك الذي يهرب من الرمضاء الى النار.