مهدي عقبائي يكتب لـ(اليوم الثامن):
ليس هناك من خيار آخر سوى إسقاط نظام الملالي
من خلال نظرة هادئة للواقع الانساني وخصوصا في ظل وجود ظلم وقمع وإستبداد فإنه وفي ظل ذلك هناك أمور وقضايا لو تم فتحها فإنها لن تغلق وتستمر حتى حسمها، ولاسيما القضايا المصيرية المتعلقة بالشعوب، کالثورة والانتفاضة الجماهيرية فيما لو حدثت في أي بلد يقبع تحت نير نظام ديکتاتوري، إذ عندما تتاح الفرصة المناسبة أو بالاحرى الشرارة التي تشعل النار في الهشيم، فإن لاعودة عن ذلك إلا بعد تحقيق الهدف المنشود.
القمع والظلم والجوع والفقر والاوضاع الوخيمة التي تعصف بالشعب الايراني والتي وصلت مٶخرا الى أسوء مايکون، فإن إنطلاق الدعوات والمطالب من جانب الشعب الايراني في سائر أرجاء العالم من أجل رفع الحصانة عن سفاح مجزرة 1988 المجرم ابراهيم رئيسي تمهيدا لإعتقال ومحاکمته الى جانب الطاغية خامنئي، يمکن إعتباره بمثابة عاصفة الغضب التي إذا هبت فإنه ليس هناك من يمکن أن يصمد أمامها ولاسيما وإن قد طفح الکيل بالشعب الايراني ولم يعد أمامه من خيار سوى إسقاط النظام، خصوصا وإن الطاغية خامنئي وإيغالا في ظلمه ودمويته وإستهتاره بکل القيم قام بتنصيب السفاح رئيسي على رأس النظام.
اليوم، وبعد أن صار النظام على علم کامل بمدى کراهية ورفض الشعب له ورٶية العالم کله لذلك، فإن النظام يسعى بمختلف الطرق من أجل تبرير ذلك لکي يحفظ ماء وجهه ولاسيما أمام أذرعه في بلدان المنطقة، إتهام المحاتل روحاني وعصابته بأنهم کانوا سبب ماقد حل بالشعب الايراني من أوضاع سلبية، ولذلك فإنهم سيجري مقاضاتهم وذلك من أجل تبرير جرائم وأخطاء النظام أمام العالم وتمهيد الظروف والاوضاع التي ستسمح له بأن يستمر ويبقى الى إشعار آخر.
الباب الذي فتحه نضال الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير الحقيقي والجذري لهذا النظام القرووسطائي، قد وضع نظام الملالي أمام وضع وموقف صعب جدا بحيث أجبره ورغما عنه من أن ينزع عن وجهه کل أقنعة الرياء والنفاق والکذب والدجل وأن يظهر على حقيقته البشعة، ويوما بعد يوم يجد نفسه أمام المزيد من نتائج و تداعيات هذا النضال المستمر والمتواصل بلاهوادة والذي ومن دون أدنى شك فقد أحرج النظام کثيرا على مختلف الاصعدة وأظهر ضعفه أمام العالم کله، وبعد أن کان يزعم من إنه ليس هناك من دور للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق في داخل إيران وإن المنظمة لايوجد لها أي أثر أو دور بين صفوف الشعب الايراني، فإن المخططات الارهابية المتتالية ضد المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق والتي يقوم بها النظام عن طريق سفاراته في بلدان العالم أکبر دليل على الدور المٶثر للمقاومة الايرانية ولمنظمة مجاهدي خلق في قيادة النضال من أجل الحرية والتغيير.
طوال أکثر من 42 عاما، سعى نظام الملالي من أجل دق اسفين بين الشعب الايراني من جانب وبين المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق من جانب آخر والسعي من أجل خلق أکبر هوة بينهما، لکن ومنذ الاعوام الاخيرة بشکل خاص والتي شهدت إنتفاضتين شعبيتين کانتا من نتاج التلاحم غير العادي بين اللشعب وبين المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق، فإنها أکدت على الترابط القوي جدا بينهما وإستحالة فصلهما عن بعضهما، وإن هذا الترابط والعلاقة القوية لايمکن أبدا أن تنتهي بل وإن کل المٶشرات تٶکد على إنها ستستمر حتى تحقيق الهدف الاسمى لها بإسقاط هذا النظام المعادي للشعب الايراني وللإنسانية جمعاء ولاسيما وإنه ليس هناك من خيار آخر يمکن أن يکون أفضل وأجدى من خيار إسقاط النظام.