فارس الحسام يكتب لـ(اليوم الثامن):

شـبـوة.. وهل للأرضِ غير أهلها!؟

قد تسقط مساحة جغرافية هنا أو هناك، أو تتبدل الحسابات، ولكن الإنسان الحُر يبقى شامخاً لا يستسلم لأشباح اليأس أو الإنهزام أن تنال من عزيمته.

شبوة ليست معسكر العلم أو بيحان أو عتق فحسب؛ وعلى أهميتها، فلن يقبل الجنوبيون بالتفريط بشبر منها فما بالكم بأهلها. شبوة الإنسان التي يفوق تعداد سكانها المليون نسمة، ومساحتها الجغرافية ما يقارب (48,000) كم²، بمديرياتها الـ(17). فلا الحوثي ولا غيرهم له فيها شبراً واحداً ولن يدوم وجودهم فيها.

نعم.. قد يتفوق عليك الأعداء يوماً ليس لقوتهم أو لضعفك، ولكن لتجليات أخرى.. فالحسابات السياسية الإقليمية والدولية تعمل على ضمان مصالحها هنا أو هناك، ومع ذلك فانك أنت من يستطيع فرض المعادلة السياسية النهائية وتجبر الآخرين على احترام عدالة قضيتك، حينها لن يجرؤ أحد على أخذ حقك منك.

قال تعالى: { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }.. وبإذن الله فإن الوضع اليوم كسحابة صيف وتعدّي إن شاء الله، قد تشاهد السماء ملبدة بالغيوم وتحجب الشمس خلفها، ولكن تأكد أن رحمة الله نازلة عليك لا محالة من كبد السماء ومن رحم السحاب وفي ظل هبوب أعتى الرياح والعواصف.

يعي الجنوبيون جيداً ما هم فيه الآن، حساسية المرحلة وأهمية توحيد الصف الجنوبي وإعادة ترتيب البيت الجنوبي من الداخل، ليس لأجل شبوة فحسب بل لأجل الجنوب بأكملها من باب المندب إلى المهرة.