علي ثابت القضيبي يكتب:
حرب وحرب
كل مجريات حرب الشرعية تفصح بأن ثمّة تواطؤ ، أو ثمّة تلاعب في جديّة خوضها وإدارتها من قبل طرف ما فيها ، كل هذا تصرخ به الإنسحابات والإستسلامات المتتالية ، وايضاً مع تسليم السلاح وبدون أدنى مقاومة تُذكر ! هنا لا أدري لماذا لايثير هذا تساؤلات غاضبة لدى التحالف ؟ أو لماذا لايجري التحقيق الجدّي فيها ؟ الأدهى منه إستمرار التحالف في دعم الجيش الكرتوني الإخواني للشرعية !
هذا مُثار إستغراب لدى شارعنا الجنوبي ، ومن تكراره ، وكذلك تكرار التحالف في التّغاضي عنه ، فقد ملّهُ شارعنا ، ولكن أصبح لديه يقين مطلق بأنّ هذه الحرب مجرد سيناريو مخطط له ، ولكل طرف فيه دورا ما عليه أن يلعبه ، وطبعاً لايهم هؤلاء أن يكتوي شعب جنوبنا بتبعات إستمرار لعبة هذه الحرب الكذبة ، أو حتى أن ينقرض ، ولاحظوا أنه مذ تحررنا ونحن نُطحن في ويلات إنعدام الخدمات والمرتبات والغلاء وإنهيار العملة .. إلخ !
بالأمس سُلمت بيحان وما جاورها من محافظة شبوة المحررة للحوثي ، ومن سلّمها الإخوان المتأسلمين المرابطين في تلك التخوم ، ونعرف جميعاً كيف حلّ الإخوان هناك ، هذا يزيحُ شيئاً من الغشاوة على عيوننا من فريّة هذه الحرب وإستطالتها لكل هذه المدة .
في مناطقنا المحرّرة ، كان من المفترض ضرب المثل والقدوة في النّماء وإزدهار الإقتصاد والخدمات .. إلخ ، وذلك لإعطاء الحافز للمحافظات المحتلة من الحوثي لتنتفض وتتحرر منه ، أو على الأقل كحقٍ من حقوق المناطق المحررة المشروعة ، لكن ماحدث العكس تماماً ، وهذا من مسؤوليات التحالف ، وهو يوميئُ الى الكثير ايضاً ، وتحديداً الى أنّ ثمّة محرك فاعل لكل مايجري في جغرافيتنا ، ولا إضافات بهذا الصّدد .
مجلسنا الإنتقالي فرض حضوره بهذا الشكل أو ذاك على خارطة اللحظة الراهنة ، وبطبعي لا أميلُ مثل كثيرين الى ربط الخرقة في وسطي وأهزٌ في حلبة الراقصين والمطبلين بأنّ ( كله تمام ) ، كلا ، ثمّة إخوانيين في مفاصل حساسة للقرار في جنوبنا ، وهم يمارسون أدواراً تدميرية معيقة ، وثمة إرتخاء في أداء بعض مكوناته الدنيا تحديداً ، وايضا إختراقات وأداء شكلي وخلافه ، وبتجاوز ذلك كان يمكنه فعل الكثير لجنوبنا ولاشك .
كارثتنا في الجنوب أننا نُطحنُ في مفرمة على مرأى ومسمع من الكل ، بل نُطحنُ بقسوة ايضاً ، والإقليم الذي من المفترض أنّ عليه الكثير تجاه جغرافيتنا لايبالي البتّة ، وهذا شيئ بعيد عن النّخوة العربية ولا إنساني ولا أخلاقي وبعيد عن ديننا الإسلامي الحنيف ايضاً ، لأنهُ ماذا يعني أن يُطحن ويجوع شعب تحرّر بدون جريرة أو سبب ؟ هذا يقطعُ بأنّ ثمة نوايا مبيّتة ، ويقطع بأننا مجرد ( شيئ ) هامشي في الدّوامة التي يثيرها ويتحكّم بها الكبار في الخارج ، وهنا لا أحد يبالي ، ما يعني أنّ علينا أن نفعل شيئاً بأنفسنا للخلاص من واقعنا المرير والمستهدف ايضا ، أليس كذلك ؟!