أحمد سعيد كرامة يكتب:
فوبيا الذباب.. أقصر الطرق للإقصاء والتخوين
نحن الوطن والقضية وغيرنا خونة وذباب ومأجورين ، نغمة نشاز يرددها للأسف الشديد بعض من يسمون أنفسهم حراس القضية الجنوبية والوطن ، وبهذه الطريقة يريدون إقصاء كل جنوبي يريد الإصلاح والتغيير من أجل الخروج من هذا المأزق ، وسيدمرون كل من يقف بطريقهم أو يعرقل مشروعهم الانتهازي الخاص للسيطرة على كرسي السلطة ، وليس على مشروع القضية الجنوبية وشعبها الذي يعاني الأمرين ( الجوع والعطش ) حاليآ .
من خلف أسوار كمبوند ( المدن والمنشآت المسورة الحديثة ) يخرج لنا فلان إبن زعطان إبن فلتان ليحدثنا عن القضية الجنوبية العادلة وكيفية استرداد دولة الجنوب ونصرة الشعب الذين تم صهرهم ونهبهم من قبل قوى شمال اليمن ، وفي جيبه الأيمن إقامة دائمة أو جنسية دولة عربية أو أجنبية ، ويحدثنا عن حب الوطن من الإيمان والباقين كفرة وزنادقة .
أنه أخر الزمان وصرعة النضال عن بعد عبر الواتس اب والفيس ومواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية وتقارير الأصدقاء ، وصدق المثل القديم القائل : ما تحرق النار الا رجل واطئها فقط ، وواطئها هو الشعب الجنوبي الذي يحترق من شدة نار الإنهيار المتواصل لقيمة الريال اليمني ، الذي أثر كثيرا على قدرته الشرائية بل قضى عليها بالضربة القاضية .
بعيدا عن السياسة ، أرى أن مجموعة من الأقلام المحلية أو المهاجرة العابرة للحدود لا هم لها ولا شأن ولا نشاط غير التهليل والتطبيل لقرارات الوهم وتحويلها لمنجزات عظيمة ، تلك الأقلام المحلية أو المهاجرة لا يعنيها الحالة الإقتصادية والمعيشية في المناطق الجنوبية المحررة ، لأنها إنسلخت عن شعبها ووطنها عمليا ، وما تقوم به من شطحات مكوكية عابرة للقارات هو من أجل التربح والاستمرار فيما هي عليه من بذخ وارضاء للممول .
الوضع تعيس بئيس محبط وسيء للغاية ، ولا خير في هذا أو ذاك اذا لم ينحازوا لشعبهم ووطنهم أولا وأخيرا ، الشعب الجنوبي يعتبر أخر درجة في سلم أولوياتهم واهتمامهم هكذا يقول الواقع المأساوي الكارثي المزري .