مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):

اين دور الأكاديميين من وضع البلاد المزري ؟

إن الدافع الرئيس للأشخاص الذين ينخرطون في العلوم والدراسات الاكاديمية  هو الطموح والرغبة في زيادة معرفتهم وتقويمهم داخل  المجتمع ، والاكاديمي هو لقب يطلق على الشخص ، الذي يحمل مؤهلات علمية ومعرفة تساهم بشكل كبير في تنمية وتطوير وطنه وبناء مجتمعه، الذي يعيش فيه على اسس صحيحة بعيداً عن الكذب والتسلق والتزييف .

اليمن دولة مليئة بالاكاديميين والحروب و بثغرات الفشل على كافة الاصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية  وقد جرى توثيق خيانة الأمانة والسمعة الأكاديمية في كل اشكال اعمال البيئة التعليمية والسياسية والاقتصادية و التعينات والترقيات وتقلد المناصب العليا ولم تقابل هذه الانواع من الخيانة الأكاديمية بدرجاتها المتفاوتة أي شكل من العقوبات على مر تاريخ دولة الوحدة .

 "الصدق الأكاديمي" بشكل عام هو مبدأ أساسي من مبادئ الأمانة الأكاديمية  ،الذي يتجلى في الاستقامة الوظيفية وفي الأعمال المكتوبة والمرئية و رفض الفساد و المحسوبية و التضليل الأكاديمي أو انتهاك مبادئ النزاهة الأكاديمية  بطرق وأشكال مختلفة من سوء السلوك والادارة  وحتى انتهاك القيم الأكاديمية و الثوابت الوطنية ومراعاة المعايير الأخلاقية واحترام القيم الإنسانية العالمية.  

الأكاديمي الكاذب ليس له تعريف عالمي ، ولكن هناك سهولة في توثيق وتشخيص وجوده  في اي مؤسسة حكومية او تعليمية  وخاصة في اليمن ، وذلك بتتبع العلاقة بين الأمانة والبيئة الأكاديمية والاجتماعية مقارنة بخلفية وعلاقة الشخص الاكاديمي  نفسه مع الاخرين وبعملة ومنجزاته ، التي لا يمكن مقارنتها إلا بمكر  وتزييف وغرور راسبوتين الروسي ، ولكن بنسخة يمنية حديثة ، كاذب ومتعجرف وبالطبع جاهل جرئي  ، وهذه الحالة  تشير إلى أن مجتمعنا في حالة أزمة  غير قادر على معالجة اوضاع هؤلاء ، والمرحلة الحالية وقت ذهبي لهذا النوع من الكذابين والمحتالين الاكاديميين  الذين يوعدون بصنع الذهب من الرصاص.

هناك قلة من الاكاديميين رجال ونساء علم و وطنيون ممن يسعون بإخلاص لنهضة الوطن والمواطن ، ملتزمين بمعايير النزاهة الأكاديمية ويحترمون حقوق الآخرين وشرفهم وكرامتهم ، لهم كل الاحترام والتقدير ،لكن للأسف تقابلها اكثرية من المشبوهين عديمي الامانة الأكاديمية  ، مرتبطين بالفساد والتطبيل والتضليل  والتخريب وضعف المعرفة ، و المشكلة الكبرى تكمن في أن الجهات الرسمية اليوم ليس لديها القدرة القانونية والجراءة على التعامل مع هؤلاء الاكاديميين المشبوهين ، الذين بسببهم يتعرض المفهوم الاكاديمي للهجوم من الهواة والمزيفين وتراجع دعم الدولة وفهمها لقيمة العلم إلى حد كبير .

 السؤال الذي يحضر ذهنية الكثير من سكان الجمهورية  اليمنية هل لدينا نخبه اكاديمية واين دورها من وضع البلاد الكارثي  ؟  اين  البحوث والمقالات الاكاديمية الهادفة الى انهاء المعاناة المستمرة عن الوطن و المواطن ؟ اين الاكاديميين من الفشل السياسي والاقتصادي والاجتماعي الخانق الذي يطحن البلاد ؟ اين هم من مكافحة الفساد؟ اين هم من حرب سبع سنوات تأكل الاخضر واليابس ؟