توفيق جزوليت يكتب:
عدم اكتراث السعودية بالجنوب وسلبية المجلس الانتقالي الجنوبي
عدم اكتراث المملكة العربية السعودية بالقضية الجنوبية، وسلبيات المجلس الإنتقالي الجنوبي يزيدان الطين بلة، ويضاعفان من مآسي الشعب الجنوبي الصامد و التواق إلى الاستقلال
العبث هو شعار السعودية في تعاملها مع القضية الجنوبية و تجاهلها للمصائب التي لحقت بالشعب الجنوبي في المحافظات الجنوبية الستة و التي وصلت إلى حد لا يطاق من إذلال لكرامة المواطن الجنوبي ، و تجويعه
لا ريب أن الرياض سعت إلى توريط المجلس الإنتقالي حينما وافقت قيادته المشاركة في
حكومةالمناصفة،فساءت أوضاع الشعب الجنوبي باستثناء قيادات ما تسمى بالشرعية و بعض قياديي المجلس الإنتقالي ...استمرار هذا الوضع المزري و الخطير قد يقلص من شعبيته.لا يزال معظم الجنوبيين يعتبرون اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي القائد الذي يتحمل مسؤوليته التاريخية بصدق و نزاهة، في الوقت الذي ثبت أن بعض قياديي الإنتقالي يفتقدون إلى الحد الأدنى من النزاهة و الكفاءة
و إذا كانت عدن الصامدة تفتقر إلى الكهرباء والمياه و الأمن،فالشعب الجنوبي الذي كان يعيش تحت وطأة الفقر المذقع، فهو حاليا يبحث عن لقمة العيش من القمامة
القرار الذي اتخذه اللواء الزبيدي بفتح حوار مع كافة الفعاليات الجنوبية لتقوية الجبهة الداخلية لم يراوح مكانه .المطلوب لإنجاح هذا المسعى حوار تساهم فيه كل الوان الطيف السياسي ويتم التوافق على الحد الأدنى و تشكيل لجنة تحضيرية من كل الاطراف .
وجعل الجنوب ومصلحة شعبه فوق كل الاعتبارات
.
اتفاقية الر ياض الثانية تثبت استمرار فشل السعودية في تناول جوهر القضية الجنوبية ..أبرز بنود الضعف في إتفاق الرياض وآلية تسريع تنفيذه هي أنها لم تتناول القضايا الخلافية الحقيقية ولم يتم بحثها في العمق.
السعودية مازالت مستمرة في اختزان الموقف الذي يميل لمراضاة أجنحة سلطات الرئيس هادي على حساب المجلس الانتقالي و شعب الجنوب ..لكن خوفها من انفجار الوضع و خروجه عن سيطرتها هو ما حذا بها إلى طرح آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض ، المتضمن تعيين محافظ لعدن (موالي للانتقالي ) و مدير أمن (مقرب من الميسري) و تشكيل حكومة مناصفة مع تجميد الانتقالي لمشروع الإدارة الذاتية.
السعودية تتبع سياسات قصيرة لترحيل المشاكل ، و ما تقوم به محاولات للتغطية على تزايد التهديدات الأمنية لها من قبل القوى و التحالفات الإقليمية (إيران - تركيا- قطر) ، و سياستها تفتقر إلى أي إطار استراتيجي لمقاربة الحل
لن تستطيع سلطات هادي إحراز مكاسب عسكرية لا على قوات الانتقالي و لا على قوات الحوثيين ، إضافة إلى مشكلتها المزمنة في انعدام الكفاءة و سيطرة قوى الفساد عليها (حكومة هادي) و تعدد و لائتها و تضارب مصالحة سيجعلها تستميت في عدم قبول أي شراكة مع الانتقالي
على الرغم من الظروف المأساوية التي حلت في المحافظات الجنوبية الستة،الشعب الجنوبي حسم امره وحدد اهدافه ورسم طريقه بالدماء الزكيه ودفع ثمن التحرير والاستقلال واستعادة وبناء دولته، ولذلك لا تستطيع اي قوه في الدنيا ان تقف حجر عثره في طريق تحقيق استعادة الجنوبيين لدولتهم
و الأزمة مستمرة...