مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):
إغفال مصلحة الشعب يفقد المسؤول صفته الوطنية
المواطن في اليمن غير راضٍ عن الحكومة و ادارتها للملف الاقتصادي، لان الوضع المعيشي صعب للغاية وهناك قادة ومسؤولون لا يقبلون تصحيح الاوضاع و ينتهكون الحقوق المدنية الاساسية والانسانية وعلينا أن نشرح لهؤلاء القادة والمسؤولون بطريقة ما أن المجتمع الذي تنتهك حقوقه سيتخلى عنهم ببساطة لاحقًاً ، وان الانقسامات الديموغرافية والسياسية والاجتماعية تزداد بشكل يومي من شدة فسادهم وصراعاتهم السياسية-العسكرية ، وتخلفهم الاقتصادي وممارستهم للمحاصصة الادارية الجاهلة .
"نحن" يقصد بها المجتمع او الشعب ، و "هم" السلطة او قادة الدولة ومسئوليها وهناك لبس واضح في الوعي اليمني في فهم معادلة "نحن" و "هم" التي تعتبر آلية ديمقراطية مهمة لتحديد الهوية والعلاقة بين السلطة والشعب ، على سبيل المثال من السهل جدًا تغيير الأماكن بين "نحن" و "هم" في الغرب الديمقراطي ، اما في الحالة اليمنية بين "هم " و "نحن" لا يحدث أي تغير ابداً وهناك " هم" اضافية وتقع خارج طوق الشعب والسلطة ومحسوبون على السلطة، لكنهم اشخاص فوق القانون والشعب والدولة ذاتها ، يعيثون فساد ودمار في البلاد يسرقون موارد وثروات الدولة جهاراً نهاراً لانهم يملكون السلاح واعداد كبيرة من المناصرين الجهلة .
يكفي ان تنزل الى الشارع لتسأل أي مواطن في الشمال او الجنوب ما هي الميزات التي يمكن استخدامها لوصف الوضع الحالي للبلاد فستسمع كلمة واحدة " كارثي " ، اما بالنسبة لوصف الحكومة الحالية ، فستسمع التعريفات الجنائية : ، فاسدة ، مافيا ، مخادعة ، بعيدة عن الناس ، جشع ، بدون أفق ، مشغولة في بشيء واحد فقط وهو حفاظ المسئولين على مناصبهم وإثرائهم الشخصي.
فترة الإثارة الوطنية للشارع انتهت وموقف المواطن اليمني من المسئولين على مختلف المستويات سلبي مع مزيج من الشك والازدراء وعدم الاحترام والحسد جزئيًا وكل ذلك بسبب ان اغلب هؤلاء المسؤولون والسياسيون نسخ مكررة وقديمون ، اسرفوا في الوعودً الكاذبة وفسادهم اوصل البلاد الى الحضيض و لا توجد حيلة للناس ضد هذه الخردة ، والمواطن دائما يتسأل لماذا الكفاءات قليلة جداً بين هذه الخردة ؟ ولماذا ينبغي ان يتبع القضاء والبرلمان السلطة الرئاسية ؟ و من المسئول عن وقف عجلة التنمية في البلاد وحرمان المواطن من فرصة التطوير والإدراك الذاتي الصحيح .
لدى المرء انطباع بأن السلطة ومسئوليها يريدون جعل حياة الناس أسوأ عن قصد ، ويبدو أنهم يجلسون ويفكرون يومياً "ما الذي يمكن فعله أيضًا لجعل حياة المواطن أسوأ؟" ، دون الاكتراث للمشاهد المفزعة للأطفال والنساء والشيوخ الجوعى والمرضى وانتشار الفقر وتعاظم الاضطرابات الاجتماعية الخطيرة ،التي ستصبح قريباً أمر لا مفر منه وستسقط بالتأكيد الحكومة الحالية في وقت أبكر بكثير مما يجرؤ أي شخص الآن على التنبؤ به.