محمد صالح عكاشة يكتب:

رحلة إلى يافع.. ناقوس الخطر

لست مخولا بالحديث بإسم أي جهة ولست موفدا من أي جهة إنما هي رحلة شخصية لزيارة بعض الأصدقاء والأقارب..
كانت الرحلة بحق ممتعة جدا بل وأكثر من ممتعة فلاتكاد تخلوا أي رحلة إلى يافع من متع المناظر الخلابة والأرض الخضراء..
ولكن المأساة ليست في يافع أرضا وأنسانا بل في الطريق الرئيسي الذي يربط الحبيلين بمديريات يافع العليا..
هذه الطريق تمر من مديرية حبيل جبر تبع ردفان وتدخل بعدها بأول مديرية من يافع وهي مديرية يهر ..
الطريق مابين حبيل جبر ويهر طريق مهترئة بصعوبة تجتازها السيارات والجسور الأرضية مدمرة ..
والطريق مابين يهر وبني بكر بعضها مرمم والبعض الآخر مدمر والفرق أن على جانبي الطريق إزدحام رهيب بالسكان والمباني ولايوجد متنفس مابين المباني والطريق ..
ليس هذا هو الهدف من كتابة هذا المنشور..
بل تلك القاطرات العملاقة التي لم تجد لها طريق إلى البيضاء سوى طريق يافع..
مصلحة ردفان ويافع خدماتيا من هذه الطريق مديرية من ردفان وأربع مديريات من يافع العليا..
بالإضافة إلى الطرق الفرعية الغير معبدة الذاهبة إلى ثلاث مديريات من محافظة أبين هي رصد وسرار وسباح...
مشكلة القواطر العملاقة نقول عنها مأساة للطريق بكل ماتحمله الكلمة من معنى أثناء طلوعنا وجدنا القاطرات متوقفة داخل الخط الأيمن ولم يتبقى معنا إلا الخط الأيسر للسيارات الطالعة والنازلة في طريق لايزيد عرضه عن الستة متر إنها حقا مأساة من أي حوادث مرورية لاقدر الله أن تحدث..
منذ دخولنا سيلة وطن وحتى وصولنا أعلى نقيل الخلا ..القاطرات متوقفة بسبب ترميم جزء مدمر ومتهالك من نقيل الخلا..
المسافة حوالي ثلاثين كيلو متر يمسك المرء على أعصابه عندما يمر في خط ذاهب إلى يافع لايزيد عن الثلاثة متر وهو الخط الإيسر والخط الأيمن مشغول بوقوف القاطرات عليه لإنه أصلا لايوجد متنفس في الطريق نتيجة لإزحام المباني..
وما هالني أكثر هو وقوف القاطرات على جسر بنا الذي يشهد بعض التصدع منذ فتح الخط للقاطرات ..
تقف القاطرات العملاقة على جسر بنا للراحة هذه كارثة ورب الكعبة والجسر يعتبر الشريان الحيوي الذي يغذي مديريات يافع العليا وهي أربع مديريات وماذهب ألى مديريات يافع أبين وهي ثلاث..
لايوجد أي تنسيق بين الأشغال والحزام الأمني كلها عشوائية إيقاف القاطرات  بهذه الطريقة خطأ فادح حتى يجف الأسفلت ولعدة أيام وهي تتراكم في الخط الأيمن ولم يتبقى مع الصاعدين إلى يافع سوى ثلاثة متر من الخط الأيسر...
كان الأحرى وجود تنسيق بين الأشغال والحزام الأمني لإيقاف القاطرات في المنطقة الواسعة الخالية بين جسر بنا ومدينة العسكرية هناك منطقة خالية وواسعة كان بأمكان الحزام الأمني أن يوقف القاطرات فيها حتى يجف ويقوى الأسفلت ...
إذا ماهو الشيئ الأهم في هذا التنبيه هل يافع وردفان مستفيدة من مرور القاطرات العملاقة الكثيفة على هذا الخط..
عبثا نحاول أن نفكر بأي فائدة لمرور القاطرات العملاقة بهذا الشريان الحيوي غير خسارة وتدمير الطريق وتدمير الجسر الأكثر أهمية وحيوية ليافع..
صرخة تنبيه وتحذير أوجهها لأهلنا في يافع مسئوليها ومشايخها وأعيانها ...وناقوس خطر ندقه عاليا ..أن تداركوا الخطر المحدق بالطريق والخطر الأكثر كارثة بدمار الجسر بمرور ووقوف القاطرات عليه فيما إذا أنهار لاقدر الله...
أن مصلحة يافع بكل مديرياتها وكثافتها السكانية ومنشآتها الحيوية وأسواقها هي هذا الطريق وجسر بنا الذي يأن تحت وطأة مرور وتوقف القاطرات العملاقة عليه...
فهل أنتم فاعلون من أجل يافع التي هي على وشك قطع أهم شريان حيوي إستراتيجي يغذي يافع..
أنا رب إبلي وللبيت رب يحميه..
فمالنا وللشمال فليست أرزاقهم بيدنا فلن ينفعنا أحد ساعة الكارثة بل سيسخر منا الجميع في وضع اللا دولة ..
إن أكثر من خمسة آلاف قاطرة تمر من من هذا الطريق وعلى جسر بنا حتما سيدمر الجسر والطريق..
فلو كنتُ أحصيت عدد القاطرات المتوقفة من منتصف نقيل الخلا إلى أسفل سيلة وطن لوجدتها أكثر من هذا العد بكثير..