صالح الضالعي يكتب لـ(اليوم الثامن):

جنرال الإرهاب (الأحمر) – قح – قح

تتكشف الحقائق يوماً تلو الأُخرى – حقائق مؤلمة وموجعة حد الموت – في تابوت الوحدة المزعومة التي رُسمت تفاصيلها الدرامية مسبقاً، نحن كُنا الأكثر إندفاعاً لها،إذ هرولنا وكأننا سكارى ومانحن بسكارى.

كان إندفاعنا وحماسنا نابع من ثوريتنا ووطنيتنا وقوميتنا التي تربينا عليها منذُ نعومة أظفارنا.

جميعنا يُدرك ماكان يتمتع بها آباءنا آنذاك من قومية عربية وحماس ثوري ووطنية لاحدود لها .

كنا ومازلنا نملك عاطفة وصفت إنها ساذجة،عاطفة جياشة نحو بناء وطن مدني متحضر يسود فيه العدل والمساواة،هكذا كُنا أغبياء حد وهن العظم،الأمر الذي أوقعنا في شباك الصياد وصناره الخبيث.

كانت الفرحة تتقافز على الشفاه والهتافات تخرج من أفواهنا وبسكويت الزبدة وعصير اليماني يوزع بالأسواق مجاني.

هُنا مربط الفرس،وهُنا تمَ ربط أيادينا وأرجلنا من خلاف.
في قانون الحرب والعداء تغيب العُهود وتُحبس المواثيق والشاطر من يستطيع أن يهزم خصمه عبر الخديعة – خديعة إستخدمها خصمنا وعدونا اللدود لايقاعنا في شراك وحدة مسمومة لسكين مسموم.

يقول سنان أبو لحوم رحمه الله والذي عُرف عنه يوماً بإنه الساعد الأيمن للرئيس علي سالم البيض،قبل التوقيع على إعلان الوحدة في 22مايو 1990م تحرك وفد كبير من الشمال برئاسة علي عبدالله صالح وأنا كُنت أحد الشخصيات المحسوبة على الوفد الشمالي،وحين وصولنا عدن قابلنا الرئيس البيض أنا وعلي عبدالله صالح فقط وجلسنا نتناقش معه عن كيفية إعلان الوحدة وطريقة الحكم،وأضاف كان علي صالح يحمل مشروع الكونفدرالية الذي رفض من قبل البيض والذي بدوره أصر على الوحدة الإندماجية المشروع الذي أربك صالح،وأشار بأن صالح طلب منه منحه وقتاً لإستشارة مستشاريه المغيبين والذي لايستشاروا أصلاً،بضع دقائق بعد إستراحة عدنا للقاء البيض وهُنا أستجاب صالح للطلب بقيام وحدة إندماجية بين البلدين،قال الشيخ سنان علمت حينها بأن علي صالح تواصل مع الشيخ عبدالله الأحمر يخبره عن مشروع الرئيس علي البيض الإندماجي الذي أزعجه والجمه وتخوف منه – الأمر الذي جعل الشيخ عبدالله الأحمر يضحك حد بدت نواجذه إذ قال لــ علي صالح أنت وافق والباقي علينا، هُنا نتوقف والباقي علينا – بمعنى أن السكاكين جاهزة والمشانق منصوبة والصنارات أُعدت لإصطيادنا مع سبق الإصرار والترصد.

وأكد الشيخ لحوم بأن أبناء الجنوب وقعوا فعلاً في خديعة نُصبت لهم من قبل لاعهد ولا ميثاق له – وبذلك كانت النكسة الحربية بعد أن تمت تصفيتهم قبل إندلاعها.
ويؤكد قيادياً جنوبياً معادياً للجنوب وأهله،أن علي صالح أستدعى قيادات شمالية رفيعة المستوى على ثقة بها لإجتماع سري بعد الإعلان عن المشؤومة بسنة،طالباً منها كيفية التعامل مع الإشتراكيين الجنوبيين حسب وصفه،فكانت الإجابات متعددة بحسب قناعات تلك القيادات التي جمعت أيضاً قيادات بعثية ومنها ناصرية ولكنها تحت عباءة الهالك عفاش.

الإجابات كانت مابين نتحاور أو نعطي مساحة للجنوبيين في بناء الدولة اليمنية والإستمرار في تنفيذ بنود إتفاق الوحدة والذي نص على تقاسم السلطة، ألا أن هُناك صوتاً صدح من ركن المقيل في القصر الجمهوري – خُيم الصمت على الجميع عند سماع الصوت الصادح والطالب لتسييح دماء أبناء الجنوب – ثلاث كلمات لاسواها هزت المقيل ورجته رجاً – ماهيه إلا قح – قح – التفت علي عبدالله صالح إلى صاحب المقترح الدموي ثمَ طَلب من القيادات، منها المدنية والعسكرية الموافقة أو إبداء ملاحظاتهم عليه – وحده الشيخ مجاهد أبو شوارب رحمه الله أعلن إعتراضه على المشروع الإرهابي وقال كلمته بأن هذا الأمر جد خطير يعد نقضاً للإتفاقات المبرمة بين البلدين ومع شريك أساسي كان له الدور الأكبر في تحقيق الوحدة القميئة.

صاحب المشروع الإرهابي الدموي والذي عُرف عنه بالسفاح والقاتل والمجرم في قتل الوطنيين الشماليين،نجح من خلاله إسكات الأصوات أو الفرار إلى الجنوب خوفاً من بطش الجبروت وصاحب مشروع – قح – قح وذلك قبل الإعلان عن ماأسميت بوحدة الغدر والخيانة– بهكذا كان الإصرار على تمرير الإستمرارية في مشروعه الملخضب بإزهاق الأرواح،فما كان من عفاش وقياداته إلا الموافقة على مشروع(ماهيه إلا – قح – قح).

بعد ذلك بأيام نُفذت أول عملية إرهابية لكلمة الإرهابي محسن الأحمر – قح – قح ، مستهدفةالشهيد(الحريبي)،ثمَ تلاه الوزير عبدالواسع سلام وزير العدل في الحكومة المتفق عليها ولكنه نجى منها بأعجوبة، إذ أفقدته الحركة وجعلته طريح الفراش –وفي شوارع صنعاء سآلت دماء الجنوبيين ظُلماً وجوراً وعدواناً وخبثاً وقبحاً وغدراً وخيانة – ( ماهيه إلا – قح– قح– ثلاث كلمات نُطقت من فاه الإرهابي الحقير والمتسخ والمتلطخة أياديه بالدماء الزكية – إنه جنرال الإرهاب العجوز الماكر والدموي (علي محسن الأحمر)قائد الفرقة الأولى مدرع آنذاك.

قح – قح – ماهيه أي إنه يعني هي إلا قح،قح،أي قتل الجنوبيين وسحلهم ومن ثمَ إحتلال أرضهم وإخضاعهم لحكمهم بالقوة وغصباً عنهم سيخضعوا لقح،قح – اليوم مازال الإرهابي الخبيث يمارس هوايته الدموية – قح – قح ضد أبناء الجنوب – ولكن هذهِ المرة بشراكة أيادي جنوبية عميلة وخائنة لأهلها ووطنها – سَيُقتل الإرهابي الأحمر ولو بعد حين، وكما تُدين تدان،والجزاء من جنس العمل – وإن كان فاراً في قطر – إن الله يُمهل ولكنه لايهمل والحليم تكفيه الإشارة.