ملامح العدني تكتب لـ(اليوم الثامن):
"كل قصة نجاح".. خلفها دعم معنوي كبير
ليس كل نجتاح يكون العامل الأساسي "المادة"، مع أنها أساس الحياة، الا ان النجاح لا يتحقق الا بالدعم المعنوي والتشجيع، وهذا الحديث أقوله عن تجربة عملية مرت معي شخصياً.
في العام 2010م، كنت أعمل في مرفق حكومي بأحد الوزارات، في وظيفة الأرشيف وطباعة المسندات والقرارات وغيرها، على جهاز الكمبيوتر، يوما كنت في الـ17 من عمري، وكانت لدي قدرة على الكتابة على "الكيبورد" بسرعة كبيرة.
وذات يوم شاهدني أحد الأشخاص وانا أقوم بطباعة "مسند"، واندهش من امكانياتي في الكتابة بسرعة دون أي أخطاء، ووجه كلامه صوب المسؤول المباشر عني، وقال "كيف لهذه المراهقة ان تشتغل بمكان أكبر منها، وليس عندها شهادة جامعية حتى يتم توظيفها في هذه الوظيفة الهامة".
لم أعر كلامه أي اهتمام، واستمريت في العمل الذي كنت اتقاضى عنه مبلغ مالي بسيط كحافز فقط ولم يكن هناك راتب رسمي".
المسؤول عني رد على كلام هذا الشخص وأخبره ان الفتاة التي أمامك "ذكية ومجتهد وسيكون لها شأن كبير في المستقبل".
بعد ان رحل هذا الشخص، أتى إلي المسؤول عن وأخبرني قائلا "انا اثق فيك واثق في امكانياتك واخلاصك وتفانيك في العمل، وسيأتي اليوم الذي تصبحين فيه ذا شأن كبير في المجتمع".
مرت الأيام والشهور والسنوات، ومن كان مسؤولا عني في وظيفتي يرسل لي نهاية كل عام رسالة واحدة "مش قلت لكِ بتكونِ حاجة كبيرة والايام بتثبت كلامي لك، وكل عام وانتِ بخير)، لم أكن في البداية املك أي شيء ولم احقق أي شيء، لكن رسائله كانت تمنحني قدرة كبيرة في ان ابحث واطور من نفسي بشتى الوسائل، وها انا اليوم اقدر أقول اني حققت معظم احلامي التي كانت ترادوني منذ الصغر".
درست وتخرجت من أفضل الجامعات، وبلا شك اطمح إلى المزيد، لكن ما اريد قوله هنا وانا بصدد اصدار أول كتاب لي يحكي قصة كفاحي، "إن الإنسان ليس بحاجة للمال لتحقيق أحلامه، ولكنه بحاجة إلى الدعم المعنوي، نعم الدعم المعنوي هو أساس النجاح لأي انسان، لذلك أنصح لك شاب ان يمنح الدعم المعنوي لأي انسان يجاهد لتحقيق حلمه، ادعم بعضكم البعض لنرى قصص نجاح كثيرة وكبيرة".
دمتم ودام الجنوب بخير.
-----------------------------
- طبيبة وناشطة مدنية "تكتب بأسم مستعار"